مفهوم الخطأ اللغوي
مفهوم الخطأ اللغوي
مفهوم الخطأ اللغوي
مناح :اﻻﺻﻄﻼﺣﻲ والﺒﻴﺪاﻏوجﻲ واللغوي ،ولقﺪ ﻳﺘناول ﻫﺬا الﺒﺤﺚ مسﺄلة اﳋﻄﺈ اللغوي مﻦ ﻋﺪة ٍ
ﺗﻔﻄﻦ اللغوﻳون العﺮب إﱃ مسﺄلة اﳋﻄﺈ اللغوي مﺒﻜﺮا ،ﻓاﺳﺘنﻜﺮوﻫا وﺗﺼﺪوا ﳍا ،ﻓﺄلﻔوا اﳌﺼنﻔات الﱵ ﺗنﺒﻪ إﱃ
مواﻃﻦ اﳋﻄﺄ.
مﻦ اﳌﺼﻄلﺤات الﱵ شاﻋت بﲔ العﺮب القﺪامى ﰲ مؤلﻔا ﻢ للﺪﻻلة ﻋلى اﻷﺧﻄاء :الﺘﺼﺤﻴﻒ،
والﺘﺤﺮﻳﻒ ،واللﺤﻦ ،والﺮﻃاﻧة ،والغلﻂ ،والسﻬو ،وزلة اللسان ،واﳍﻔوة ،واﻷوﻫام...
واﳋﻄﺄ ﰲ اﳌنﻈور الﺒﻴﺪاﻏوجﻲ وﺳﻴلة مﻦ وﺳاﺋﻞ الﺘعلﻢ والﺘﻜوﻳﻦ واﻻﻛﺘساب ،وﻃﺮﻳقة إجﺮاﺋﻴة مﻬﻤة لﺒناء
اﳌعﺮﻓة اﳊقﻴقﻴة ،وﺿﺮورة ﻃﺒﻴعﻴة ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻔادﻳﻬا ﰲ مﻴﺪان الﺘعلﻴﻢ والﺘعلﻢ.
ولقﺪ ﻇﻬﺮت ﰲ العﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ مناﻫﺞ مﺘعﺪدة لﺘﺤلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء اللغوﻳة ،لﻜﻞ منﻬا ﻧﻈﺮﺗﻪ اﳋاﺻة
لﻸﺧﻄاء اللغوﻳة ،وأﻫﺪاﻓﻪ اﳌسﻄﺮة ،وﻃﺮﻳقﺘﻪ لﺘﺤلﻴلﻬا ،وﻛﻴﻔﻴة الﻜشﻒ ﻋﻦ الﺼعو ت الﱵ ﻳواجﻬﻬا مﺘعلﻢ اللغة،
مﻦ أﳘا :اﳌنﻬﺞ الﺘقابلﻲ ،ومنﻬﺞ ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء.
اﻟﻜﻠﻤﺎت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ :اﳋﻄﺄ ،اللغوي ،بﻴﺪاﻏوجﻴا.
Abstract:
This research deals with the issue of linguistic error from several aspects:
idiomatic, pedagogical, and linguistic. The Arab linguists were aware of the issue
of linguistic error early on, they denounced it and confronted it, so they wrote
55
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
works that alerted to the areas of error. Among the terms that were common among
the ancient Arabs in their writings to denote errors: correction, distortion, melody,
jargon, error, omission, slip of the tongue, slippage, and delusions...
Error in the pedagogical perspective is a means of learning, formation and
acquisition, an important procedural method for building real knowledge, and a
natural and unavoidable necessity in the field of teaching and learning.
In the modern era, there have been multiple approaches to analyze linguistic errors,
each with its own view of linguistic errors, its objectives, its method for analyzing
them, and how to detect the difficulties faced by the language learner, the most
important of which are: the contrastive approach, and the error analysis approach.
Key words: Error, Linguistic, Pedagogy.
أوﻻ :ﻣﻘﺪﻣﺔ:
ﲤثﻞ مسﺄلة اﳋﻄﺄ اللغوي ﳘّا ﻛﺒﲑا أﺛقﻞ ﻛاﻫﻞ معلﻤﻲ ومﺘعلﻤﻲ اللغة العﺮبﻴة ،ﻓﻜثﺮة اﻷﺧﻄاء
اللغوﻳة ﰲ ﻛاﻓة مسﺘو ا؛ الﺼﺮﻓﻴة ،والنﺤوﻳة ،واﻹمﻼﺋﻴة...ﺗؤدي إﱃ ﺗشوﻳﻪ الﺘعﺒﲑ والﻜﺘابة ،وﻏﻤوض
اﻷﻓﻜار اﳌعﱪ ﻋنﻬا.
لقﺪ ﺗﻔﻄﻦ اللغوﻳون العﺮب إﱃ مسﺄلة اﳋﻄﺄ اللغوي ﰲ وﻗت مﺒﻜﺮ ،ﻷ ﻢ ﻛاﻧوا ﻳﺮون ﰲ اللﺤﻦ أو
اﳋﻄﺄ اللغوي ﺧﻄﺮا ﻋلى لغﺘﻬﻢ ،ﻓاﺳﺘنﻜﺮوﻩ ،وﺗﺼﺪوا لﻪ ،ﻓﺄلﻔوا اﳌﺼنﻔات الﱵ ﺗنﺒﻪ إﱃ مواﻃﻦ اﳋﻄﺄ،
وﺗشﲑ إﱃ الﺼواب ،بﺪاﻓﻊ شغﻔﻬﻢ بلغﺘﻬﻢ ،وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋلى دﻳنﻬﻢ ،ﺧﺪمة للعﺮبﻴة الﻔﺼﺤى ،وﺗﺼﺤﻴﺢ
أﺧﻄاء العامة.
نﻴﺎ :ﻣﻔﻬﻮم ﻣﺼﻄﻠﺢ اﳋﻄﺈ ﺑﲔ اﻟﻠﺴﺎﱐ واﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻲ.
-1ﻣﺼﻄﻠﺢ اﳋﻄﺄ ﺑﲔ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻠﻐﻮﻳﲔ اﻟﻌﺮب اﻟﻘﺪاﻣﻰ واﻟﻠﺴﺎنﻴﲔ اﶈﺪﺛﲔ:
-1-1ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳋﻄﺈ ﰲ اﺻﻄﻼح اﻟﻠﻐﻮﻳﲔ اﻟﻌﺮب اﻟﻘﺪاﻣﻰ :اﳋﻄﺄ لغة واﳋَﻄاءُ ﻫو ﺿﺪ
الﺼواب ،واﳋﻄﺄ بﻔﺘﺢ اﳋاء ﻫو ما ﱂ ﻳﺘعﻤﺪ ﻓعلﻪ ،واﳋِﻂء لﻜسﺮ :ما ﺗُعﻤﺪ ،1وﰲ الﺘنﺰﻳﻞ ،ﰲ ﻗولﻪ
ِ ِ ِ ﺗعاﱃ﴿ :ولَﻴس ﻋلَﻴ ُﻜﻢ جن ِ
ﻴﻤا﴾]. َﺧﻄَﺄْ ُﰎ بِﻪ َولَﻜﻦ ﱠما ﺗَـ َع ﱠﻤ َﺪ ْ
ت ﻗُـلُوبُ ُﻜ ْﻢ َوَﻛا َن ا ﱠُ َﻏ ُﻔ ًورا ﱠرﺣ ً ﻴﻤا أ ْ
اح ﻓ َ
َ ْ َ َ ْ ْ َُ ٌ
اﻷﺣﺰاب ،اﻵﻳة. [05 :
وﻳقابﻞ اﳋﻄﺄ الغلﻂ :وﻫو أن ﻳعﻴا اﳌﺮء لشﻲء ﻓﻼ ﻳعﺮف ﻓﻴﻪ وجﻪ الﺼواب ،وﲨعﻪ اﻷﻏالﻴﻂ
واﳌغلﻄة واﻷﻏلوﻃة ﻫﻲ الﻜﻼم الﺬي ﻳغلﻂ ﻓﻴﻪ وﻳغالﻂ بﻪ.2
56
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ولقﺪ ألﻒ العلﻤاء العﺮب اﳌﺼنﻔات الﱵ ﺗنﺒﻪ إﱃ مواﻃﻦ اﳋﻄﺄ ،وﺗشﲑ إﱃ الﺼواب ،بﺪاﻓﻊ شغﻔﻬﻢ
بلغﺘﻬﻢ ،وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋلى دﻳنﻬﻢ ،ﺧﺪمة للعﺮبﻴة الﻔﺼﺤى ،وﺗقوﱘ ألسنة العامة ،ومﻦ بﲔ ﻫﺬﻩ اﳌﺼنﻔات :ما
ﺗلﺤﻦ ﻓﻴﻪ العوام للﻜساﺋﻲ )ت 189ه( ،إﺻﻼح اﳌنﻄﻖ ﻻبﻦ السﻜﻴت )ت 244ه( ،ﳊﻦ العوام
للﺰبﻴﺪي )ت 379ه( ،ﺗثقﻴﻒ اللسان وﺗلقﻴﺢ اﳉنان ﻻبﻦ أﰊ مﻜﻲ الﺼقلﻲ )ت 501ه( ،ﺗقوﱘ
اللسان ﻻبﻦ اﳉوزي )ت .(597وﻏﲑﻫا مﻦ اﳌﺼنﻔات ﰲ ﻫﺬا ا ال.
وﻳعﱪ ابﻦ مﻜﻲ الﺼقلﻲ ﻋﻦ السﺒﺐ الﺬي دﻓعﻪ إﱃ لﻴﻔﻪ ﳌﺼنﻔﻪ )ﺗثقﻴﻒ اللسان وﺗلقﻴﺢ اﳉنان(،
ودﺧلت لغة العﺮب ،ﻓلﻢ ﺗﺰل ﻛﻞ ﻳوم ﻗاﺋﻼ »:ﻫﺠﻢ الﻔساد ﻋلى اللسان ،وﺧالﻄت اﻹﺳاءة اﻹﺣسانُ ،
وﻫ ّﺠﻦ ﺻﻤﻴﻤﻬا ،وﻋﻔت أ رﻫا ،وﻃﻔئت أﻧوارﻫا، ﺗنﻬﺪم أرﻛا ا وﲤوت ﻓﺮﺳا ا ،ﺣﱴ اﺳﺘﺒﻴﺢ ﺣﺮﳝﻬاُ ،
وﺻار ﻛثﲑ مﻦ الناس ﳜﻄئون وﳛسﺒون أ ﻢ ﻳﺼﻴﺒون ،وﻛثﲑ مﻦ العامة مﻦ ﻳﺼﻴﺒون وﻫﻢ ﻻ ﻳشعﺮون ،ﻓﺮﲟا
ﺳﺨﺮ اﳌﺨﻄﺊ مﻦ اﳌﺼﻴﺐ][...وﺗساوى الناس ﰲ اﳋﻄﺄ والغلﻂ إﻻ ﻗلﻴﻼ] [...ﻓلﻢ ﻳﺰل اﳋﻄﺄ ﻳنﺘشﺮ بﲔ
الناس وﻳسﻴﻄﺮ ﺣﱴ وﻗﻊ ﻢ ﰲ ﺗﺼﺤﻴﻒ اﳌشﻬور مﻦ ﺣﺪﻳﺚ النﱯ -ﺻﻞ ﷲ ﻋلﻴﻪ وﺳلﻢ[...]-وﺗغﻴﲑ
أشعار العﺮب وﺗﺼﺤﻴﻔﻬا ،وﺗﺼنﻴﻒ ﻛﺘﺐ الﻔقﻪ وﻏﲑﻫا ملﺤوﻧة ،ﺗُقﺮأ ﻛﺬلﻚ ﻓﻼ ﻳُؤبﻪ إﱃ ﳊنﻬا وﻻ ﻳﻔﻄﻦ
إﱃ ﻏلﻄﻬا.3«..
ومﻦ اﳌﺼﻄلﺤات الﱵ شاﻋت بﲔ العﺮب القﺪامى ﰲ مؤلﻔا ﻢ للﺪﻻلة ﻋلى اﻷﺧﻄاء:
الﺘﺼﺤﻴﻒ ،والﺘﺤﺮﻳﻒ ،واللﺤﻦ ،والﺮﻃاﻧة ،والغلﻂ ،والسﻬو ،وزلة اللسان ،واﳍﻔوة... ،إﱁ.
وﻗﺪ ﻋﺮف اﻷﺻﻔﻬاﱐ الﺘﺼﺤﻴﻒ بقولﻪ» :ﻫو أن ﻳُقﺮأ الشﻲء ﲞﻼف ما أراد بﻪ ﻛاﺗﺒﻪ ،وﻋلى ﻏﲑ
4
ما اﺻﻄلﺢ ﻋلﻴﻪ ﰲ ﺗسﻤﻴﺘﻪ][...ولو ﲰﻲ الﺘﺼﺤﻴﻒ ﺗﺒﺪﻳﻼ جاز«.
مﻴﻞ بﻪ إﱃ ﻏﲑﻩ،أما الﺘﺤﺮﻳﻒ ﻓﻴعﺮﻓﻪ ابﻦ جﲏ بقولﻪ» :الﺘﺤﺮﻳﻒ ﰲ الﻜﻼم ﺗغﻴﲑ ﻋﻦ معناﻩ ،ﻛﺄﻧﻪِ َ
واﳓ ِﺮف بﻪ ﳓوﻩ« ،5مثﻞ ﻗولﻪ ﺗعاﱃ ﻋنﺪما ﻳﺼﻒ ﺗعامﻞ الﻴﻬود مﻊ الﺘوراةُ ﴿ :ﳛ ِﺮﻓُو َن الْ َﻜلِﻢ ﻋﻦ ﱠمو ِ
اﺿعِ ِﻪَ َ َ َّ ُ
ِ ِ ِ ِ
َوﻧَ ُسواْ َﺣﻈا ّﳑﱠا ذُ ّﻛُﺮواْ بﻪ ﴾]اﳌاﺋﺪة ،اﻵﻳة [13:أي ﻳغﲑون معاﻧﻴﻪ لﺘﻤوﻳﻬات والﺘشﺒﻴﻬات.
والﻔﺮق بﲔ الﺘﺼﺤﻴﻒ والﺘﺤﺮﻳﻒ ﻫو أن الﺘﺼﺤﻴﻒ ﺧاص لﺘغﻴﲑ ﰲ ﻧقﻂ اﳊﺮف أو ﺣﺮﻛﺘﻪ ،دون
ﺗغﻴﲑ ﺻورﺗﻪ؛ أي رﲰﻪ ،وأما الﺘﺤﺮﻳﻒ ﻓﻴﻜون ﺧاﺻا لﺘغﻴﲑ ﰲ ﺻورة اﳊﺮف؛ أي الﺘغﻴﲑ اﳊاﺻﻞ ﻋلى
رﺳﻢ اﳊﺮف.
ولقﺪ ﻋﺮف ﻋلﻤاء العﺮب لﻔﻈة )اﳋﻄﺄ( للﺤﻦ وجعلوﻫا مﺮادﻓة ﳍا ﰲ ﻋﺪة مواﺿﻊ ،وﻧقﻞ رمضان
ﻋﺒﺪ الﺘواب بعضﻬا ﻫﺬﻩ الﺘعﺮﻳﻔات 6ﻧلﺨﺼﻬا:
57
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ُ -ﻋﺮف اللﺤﻦ ﰲ بﺪاﻳة العﺼﺮ اﻷموي ﻋلى أﻧﻪ اﳋﻄﺄ ﰲ الﻜﻼم؛ أي أن ﺗعﺮﻳﻔﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣلة
الﺰمنﻴة ﳋﻄﺄ ﻛان ﻻ ﻳقﺘﺼﺮ ﻋلى اﳋﻄﺈ ﰲ اﻹﻋﺮاب وﺣسﺐ ،بﻞ ﻳشﻤﻞ ﲨﻴﻊ ﻋناﺻﺮ الﻜﻼم.
-أن اللﺤﻦ ﻫو اﳋﻄﺄ ﰲ اﻹﻋﺮاب وأﻧﻪ إﺳقاط اﻹﻋﺮاب ،وﻳقﺼﺪ بﻪ ﻫنا اﳌﺨالﻔة بوجﻪ مﻦ وجوﻩ
اﻹﻋﺮاب.
-2-1أﻗﺴﺎم اﳋﻄﺄ ﰲ اﺻﻄﻼح ﻟﺴﺎنﻴﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ :اﳋﻄﺄ ) (errorوالغلﻂ أو اﳍﻔوة
) (mistakeﰲ اﺻﻄﻼح اللساﻧﻴﲔ مﺼﻄلﺤان مﺘﻤاﻳﺰان ،7ولﺬلﻚ ﻳنقسﻢ اﳋﻄﺄ إﱃ ﻗسﻤﲔ ﺧﻄﺄ أداء
وﺧﻄﺄ ﻛﻔاﻳة وذلﻚ لﺘﻜﺮار ﺣﺪو ﻤا لﺪى مﺘعلﻢ اللغة:
أ -ﺧﻄﺄ ٍ
أداء :وﻫو ما ﻳﻄلﻖ ﻋلﻴﻪ ﰲ العﺮبﻴة الغلﻂ ،ﻓالغلﻂ ﻳشﲑ إﱃ ﺧﻄﺈ أداﺋﻲ ﺗﺞ ﻋﻦ ﲣﻤﲔ
ﻋشواﺋﻲ أو ﻫﻔوة ،وﻻ ﺗنﺘﺞ اﻷﻏالﻴﻂ ﻋﻦ ﻗﺼور ﰲ القﺪرة بﻞ ﻋﻦ ﻧقﺼان ﻋارض ﻳعﺘ ِور ﻋﻤلﻴة إﻧﺘاج
الﻜﻼم ،ﻛالﱰدد وزلة اللسان ) (lapseالﱵ ﺗﻜثﺮ ﰲ ﻇﺮوف الﺘوﺗﺮ واﻹرﻫاق ،8والعﺒارات العشواﺋﻴة
اﳋاﻃئة ﳓو ،ﳌﺘعلﻢ اللغة اﻷم واللغة الثاﻧﻴة ﻋلى السواء.
ﻓاﻷﻏالﻴﻂ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ اﳌﺘﻜلﻤﲔ بلغﺘﻬﻢ اﻷﺻلﻴة ،وﻫﻲ لﻴست ﲡة ﻋﻦ ﺿعﻒ معﺮﻓة اﳌﺘﻜلﻢ بنﻈام
اللغة ،بﻞ ﻫو اﳓﺮف ﺗﺞ ﻋﻦ ﻧقﺼان ﻋارض ﻳﺘﺨلﻞ ﻋﻤلﻴة إﻧﺘاج الﻜﻼم ﻓﻴﺄﰐ ﻏﲑ مناﺳﺐ للﻤوﻗﻒ،
ﻛالﱰدد ،أو ﻏﲑﻩ مﻦ زﻻت اللسان ،وﻗﺪ أﻃلﻖ ) ﻛوردر ( corderﻋلى ﻫﺬا النوع مﻦ اﻷﺧﻄاء
مﺼﻄلﺢ »أﺧﻄﺎء ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم« (pre systematic errors)9وﻫﻲ أﺧﻄاء ﻏﲑ ﻧﻈامﻴة ،ﺗﺮجﻊ
إﱃ الﺘﻄﺒﻴﻖ اﳋاﻃﺊ للقواﻋﺪ ،وﻫﻲ مﺮﺣلة ﻻ ﳝلﻚ الﺪارس ﻓﻴﻬا اﻻ ﲣﻤﲔ ما ﻫو بﺼﺪد ﻛﺘابﺘﻪ ،ومﻦ ﰎ
ﳛﺪث ﻋﺪم اﻻﻃﺮاد ﰲ الﺘعﺒﲑ ﻋﻦ اﳌعﲎ الواﺣﺪ.
ب -ﺧﻄﺄ ﻛﻔﺎﻳﺔ :وﻫو اﳋﻄﺄ الﺬي ﻳنﺘﺞ ﻋﻦ ﺧلﻞ ﰲ إدراك أﺣﺪ أﻧﻈﻤة اللغة أو ﺗﻄﺒﻴقﻪ ،واﳋﻄ ـﺄ
ﳝثﻞ اﳓﺮاﻓا ﻋﻦ ﻗواﻋﺪ اللغة ،ﺳواء ﻛان اﻻﳓﺮاف مﺮﺣلﻴا أو بﺘا .وﻫو ﺧﻼف الغلﻂ الﺬي ﻳنﺘﺞ ﻋﻦ
ﺿعﻒ مقﺪرة اﳌﺘعلﻢ ﰲ اللغة اﳌﺘعلﻤة ،ولﻪ ﻋﻼﻗة مﺒاشﺮة بنﻈامﻬا ،ﻳﻄلﻖ ﻋلﻴﻪ مﺼﻄلﺢ اﳋﻄﺄ النﻈامﻲ
) ،(Post systematic errorsوبﺘعﺒﲑ آﺧﺮ ﻫو اﺧﱰاق لقاﻋﺪة مﻦ ﻗواﻋﺪ اللغة اﳌﺘعلﻤة؛ الﺼوﺗﻴة
أو الﺼﺮﻓﻴة أو النﺤوﻳة.
واﻷﺧﻄاء النﻈامﻴة ﲢﺪث لﺪى مﺘعلﻢ اللغة اﻷوﱃ أو الثاﻧﻴة ﻋلى السواء ،ﻓاﻷﺧﻄاء ﻋنﺪ مﺘعلﻢ
ﲎ ﺧاﺻة ﰲ لغﺘﻪ اﳌﺮﺣلﻴة ،وﺗُعﺪ ﻫﺬﻩ الﺒُﲎ ﻇاﻫﺮة لنﻈام لغوي ﻳسﺘﺨﺪمﻪ اﳌﺘعلﻢ أﺛناء ﻓﱰة اللغة الثاﻧﻴة بُ ً
58
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
اللغة اﳌﺮﺣلﻴة .(inter language) 10وﻳعﺮف دوجﻼس بﺮاون اﳋﻄﺄ ﻧﻪ »:اﳓﺮاف ملﺤوظ ﻋﻦ
القواﻋﺪ النﺤوﻳة الﱵ ﻳسﺘﺨﺪمﻬا الﻜﺒار ﰲ لغﺘﻬﻢ اﻷم«.11
-2اﳋﻄﺄ ﰲ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻴﺔ:
-1-2ﻣﻔﻬﻮم اﳋﻄﺈ ﰲ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻴﺔ :ﻳعﺮف ﻋﺒﺪ الﻜﺮﱘ ﻏﺮﻳﺐ بﻴﺪاﻏوجﻴا اﻷﺧﻄاء
أ ا »:ﺗﺼور ومنﻬﺞ لعﻤلﻴة الﺘعلﻴﻢ والﺘعلﻢ ،ﻓﻬو اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴة للﺘعلﻢ ،ﻷن الوﺿعﻴات الﺪﻳﺪاﻛﺘﻴﻜﻴة ﺗـُ َعﺪ
وﺗـُنَﻈﻢ ﰲ ﺿوء اﳌسار الﺬي ﻳقﻄعﻪ اﳌﺘعلﻢ ﻻﻛﺘساب اﳌعﺮﻓة أو بناﺋﻬا مﻦ ﺧﻼل ﲝثﻪ ،وما ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﺨلﻞ
ﻫﺬا الﺒﺤﺚ مﻦ أﺧﻄاء ،وﻫو اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴة للﺘعلﻢ ،ﻷﻧﻪ ﻳعﺘﱪ اﳋﻄﺄ أمﺮا ﻃﺒﻴعﻴا وإﳚابﻴا ﻳﱰجﻢ ﺳعﻲ اﳌﺘعلﻢ
للوﺻول إﱃ اﳌعﺮﻓة« .12ﻓاﳌقاربة الﺒﻴﺪاﻏوجﻴة ﺗُعﲎ بﺘشﺨﻴﺺ اﳋﻄﺄ ﺿﻤﻦ مقاربة ﺗﺮبوﻳة ودﻳﺪاﻛﺘﻴﻜﻴة،
وﺗﺒﲔ أﻧواﻋﻪ ،وﲢﺪد مﺼادرﻩ ،وﺗﺒﲔ ﻃﺮاﺋﻖ معاﳉﺘﻪ ،وﺗنﻈﺮ إلﻴﻪ مﻦ وجﻬة إﳚابﻴة مﺘﻔاﺋلة ،ﻋلى أﺳاس أن
اﳋﻄﺄ ﻫو السﺒﻴﻞ الوﺣﻴﺪ للﺘعلﻢ ،وﺧﻄة اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴة مﻬﻤة وﻓعالة وبنّاءة ﻻﻛﺘساب اﳌعارف ارد.
-2-2ﻗﻴﻤﺔ اﳋﻄﺄ ﰲ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻴﺔ :ﺗنﻈﺮ الﱰبﻴة اﳊﺪﻳثة واﳌعاﺻﺮة إﱃ اﳋﻄﺄ ﻧﻈﺮة إﳚابﻴة،
إذ ﺗعﺪﻩ وﺳﻴلة مﻦ وﺳاﺋﻞ الﺘعلﻢ والﺘﻜوﻳﻦ واﻻﻛﺘساب ،ومﻦ ﻫنا ﺗعﻄﻲ ﻫﺬﻩ الﱰبﻴة أﳘﻴة ﻛﱪى ﻷﺧﻄاء
ﺗعﱪ ﻋﻦ ﻗلةاﳌﺘعلﻤﲔ؛ ﻷ ا ﻻ ﺗﺪل ﻋلى ﻧقﺺ اﳌعﺮﻓة لﺪﻳﻬﻢ أو ﺗﺮدي مسﺘواﻫﻢ الﻔﻜﺮي والﺬﻫﲏ ،أو ّ
ذﻛاﺋﻬﻢ العقلﻲ والعﻤلﻲ ،بﻞ ﻫﻲ ﻃﺮﻳقة إجﺮاﺋﻴة مﻬﻤة لﺒناء اﳌعﺮﻓة اﳊقﻴقﻴة ،وﺗعﻤﻴﻖ الﺘﻜوﻳﻦ ﻋلى أﺳس
ﻋلﻤﻴة مﺘﻴنة وداﺋﻤة ومسﺘﻤﺮة .أﺿﻒ إﱃ ذلﻚ ،ﻳعﺘﱪ اﳋﻄﺄ -ﺣسﺐ ﻫﺬا الﺘﺼور -ﺿﺮورة ﻃﺒﻴعﻴة ،ﻻ
ﳝﻜﻦ ﺗﻔادﻳﻬا ﰲ اﳌنﻈومة الﱰبوﻳة ،أو ﻋﱪ ﺳﲑورة ﺗﺪبﲑ العﻤلﻴة الﺘعلﻴﻤﻴة -الﺘعلﻤﻴة.13
ﻋﺪ الﺒعﺾ العﻤلﻴة الﺘعلﻴﻤﻴة الﺘعلﻤﻴة ا ال
وﻗﺪ ﻓﺮض اﳋﻄﺄ ﻧﻔسﻪ ﰲ اﳌقاربة الﺪﻳﺪاﻛﺘﻴﻜﻴة ،ﺣﱴ ّ
اﻷﻧسﺐ لﻪ؛ وذلﻚ ﻋلى ﳓو ما ﻋﱪ ﻋنﻪ شﻼر بقولﻪ » :إن اﳌﻜان اﳌﻔضﻞ للﺨﻄﺈ ﻫو العلﻢ ،إن اﳋﻄﺄ
لﻴس ﰲ النشاط العلﻤﻲ ﺣﺪ أو ﺣاد ﳝﻜﻦ إلغاؤﻩ بشﻲء مﻦ اﻻﻧﺘﺒاﻩ واﳊﺬر ،إﻧﻪ ﺳابﻖ و ّأوﱄ ،وما
اﳊقﻴقة ﰲ العلﻢ إﻻ اﳋﻄﺄ ،مﺼﺤﺢ أو معﺪل «.14
ﻓاﳋﻄﺄ لنسﺒة ﻟﺒﺎشﻼر أمﺮ ﻻبﺪ مﻦ ﺣﺼولﻪ أﺛناء الﺘﺤﺼﻴﻞ العلﻤﻲ ،ذلﻚ أﻧﻪ السﺒﻴﻞ إﱃ النﻤو
اﳌعﺮﰲ وﲡاوز العثﺮات ،ﻓﻬو اﳌنﻄلﻖ الﺬي ﻳعﺘﻤﺪ ﻋلﻴﻪ لﺒلوغ اﳊقﻴقة ،وبناء اﻷﻓﻜار العلﻤﻴة اﳊقﻴقﻴة.
وﻏالﺒا ما ﻳعﲏ اﳋﻄﺄ ) ،(errorﰲ ا ال الﱰبوي ،إجابة اﳌﺘعلﻢ اﳌﺘعثﺮة ﻋﻦ ﺳؤال أو ﺗعلﻴﻤة ما،
أو ﻫو ذلﻚ السلوك الﺬي ﻳقوم بﻪ الﺘلﻤﻴﺬ أو اﳌﺘﺪرب ،وﻳﻜون ﻏﲑ مﺘﻼﺋﻢ مﻊ اﳌﻄلوب أو مﻊ ﺗعلﻴﻤات
الوﺿعﻴة السﻴاﻗﻴة 15 .ﲟعﲎ أن اﳋﻄﺄ ﻫو ذلﻚ اﳉواب الﺬي ﻻ ﻳﺘﻄابﻖ وﻻ ﻳﺘناﺳﺐ مﻊ الﺘعلﻴﻤات أو
59
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
اﻷﺳئلة الﱵ ﺗﺬﻳلت ا وﺿعﻴة ما ،ولﺬلﻚ داﺋﻤا ﳛضﺮ اﳋﻄﺄ مقابﻼ للﺼواب ،ﻛﻤا ﳛضﺮ اﳊﻖ إﱃ جاﻧﺐ
الﺒاﻃﻞ ،ﻓاﳌﺨﻄﺊ ﻫو مﻦ أراد الﺼواب ،ﻓﺼار إﱃ ﻏﲑﻩ.
16
وﻳسﺘنﺪ اﳋﻄﺄ الﺒﻴﺪاﻏوجﻲ إﱃ ﳎﻤوﻋة مﻦ اﻷﺳس واﳌﺒادئ ذﻛﺮﻫا ﲨﻴﻞ ﲪﺪاوي مﻦ أﳘﻬا:
-أن اﳋﻄﺄ أﺳاس الﺘعلﻢ والﺘﻜوﻳﻦ؛ إذ ﻻ ﳝﻜﻦ للﻤﺘعلﻢ أن ﻳﻜﺘسﺐ اﳋﱪات اﳌعارف دون الوﻗوع
ﰲ اﳋﻄﺄ واﻻﺳﺘﻔادة منﻪ.
-أن اﳋﻄﺄ ﻇاﻫﺮة ﻃﺒﻴعﻴة إﻧساﻧﻴة؛ أي أن اﻻﻧسان مﻦ ﻋادﺗﻪ الﻄﺒﻴعﻴة والﻔﻄﺮﻳة اﳋﻄﺄ والغﻔلة
والنسﻴان.
-أن اﳋﻄﺄ ﺣﻖ مﻦ ﺣقوق اﳌﺘعلﻢ؛ ﻓاﳌﺘعلﻢ ﻻ ﻳﻼم ﺣالة الﺘعلﻢ ﻷﻧﻪ مﻦ اﳋﻄﺄ ﻳﺘعلﻢ.
-أن اﳋﻄﺄ أداة مﻦ أدوات ﺗقوﱘ اﳌﺘعلﻢ وﲢﺪﻳﺪ مسﺘواﻩ ،وبناء للﺘعلﻤات.
-أن اﳋﻄﺄ مﺼادرﻩ مﺘنوﻋة؛ ﻓقﺪ ﻳﻜون مﺼﺪرﻩ ﻋضو أو ﺳﻴﻜولوجﻴا ،أو اجﺘﻤاﻋﻴا أو
بﻴﺪاﻏوجﻴا ،أو لساﻧﻴا...وﳓوﻫا مﻦ اﳌﺼادر الﱵ ﺗﻜون ﺳﺒﺒا لوﻗوع اﳌﺘعلﻢ ﰲ اﳋﻄﺄ.
-3-2أنﻮاع اﳋﻄﺄ ﰲ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻴﺔ :ﳝﻜﻦ ﺗقسﻴﻢ أﻧواع اﳋﻄﺈ مﻦ منﻈور بﻴﺪاﻏوجﻲ إﱃ
ﻧوﻋﲔ أﺳاﺳﻴﲔ17؛ أﺧﻄاء مﺘعلقة بﻄﺒﻴعة اﳌﺘعلﻢ ﻧﻔسﻪ ،وأﺧﻄاء مﺘعلقة ﲜﻤاﻋة اﳌﺘعلﻤﲔ.
أ -أﺧﻄﺎء ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳌﺘﻌﻠﻢ :وﻫﻲ ﻧوﻋان.
-أﺧﻄﺎء ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ :وﺗﺘﻤﻴﺰ بﺼﻔة الﺘﻜﺮار ،وﺗشﲑ إﱃ ﺻعوبة ﰲ الﺘعلﻢ ﲡة ﻏالﺒا ﻋﻦ ﻋﺪم امﺘﻼك
اﳌﺘعلﻢ لقﺪرات وﻛﻔا ت معﻴنة.
-أﺧﻄﺎء ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ :وﻫﻲ أﺧﻄاء ﻏﲑ منﺘﻈﻤة ﻻ ﺗﺘﻤﻴﺰ بﺼﻔة الﺘﻜﺮار اﳌنﺘﻈﻢ ،وﺗﻜون ﻏالﺒا بسﺒﺐ
السﻬو ،أو النسﻴان ،وﻫﻲ الﱵ أﻃلﻖ ﻋلﻴﻬا )ﻛوردر( مﺼﻄلﺢ ) أﺧﻄاء ما ﻗﺒﻞ النﻈام( ،ﲢﺪث ﰲ مﺮﺣلة
ﻳﺪرك ﻓﻴﻬا اﳌﺘعلﻢ ادراﻛا مﺒﻬﻤا .18ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳوجﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ منﺘﻈﻢ للوﺣﺪات اللغوﻳة الﻜﻼم الﺬي ﻳﺘلﻔﻆ بﻪ.
ب -أﺧﻄﺎء ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﲜﻤﺎﻋﺔ اﳌﺘﻌﻠﻤﲔ :وﻫﻲ ﻧوﻋان ﻛﺬلﻚ.
-اﳋﻄﺄ اﳌﻨﻌﺰل أو اﻻنﻔﺮادي ) :(Isolated errorوﻫو ﺧﻄﺄ ﳛﺪث لﺼورة منﻔﺮدة؛ أي أﻧﻪ ﻻ
ﻳشﻤﻞ ﻛﻞ اﳌﺘعلﻤﲔ ،إذ أن ﻛﻞ واﺣﺪ مﻦ اﳌﺘعلﻤﲔ ﻳعاﱐ مﻦ ﺻعو ت ﺧاﺻة بﻪ ،ﻓﻼ ﻳشﱰك ﰲ ﻧﻔس
اﳋﻄﺈ مﻊ ﻗﻲ أﻓﺮاد ﳎﻤوﻋة اﳌﺘعلﻤﲔ معﻪ .وﻫﺬا النوع مﻦ اﳋﻄﺈ ﻳؤﻛﺪ أﳘﻴة معﺮﻓة اﳌعلﻢ للﻔﺮوق الﻔﺮدﻳة
بﲔ اﳌﺘعلﻤﲔ.
60
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
-اﳋﻄﺄ ِّ
اﳌﻌﱪ أو اﻟﺪال ) :(Significant errorوﻫو اﳋﻄﺄ الﺬي ﳝس ﻓئة ﻛﺒﲑة مﻦ ﲨاﻋة
اﳌﺘعلﻤﲔ أو ﲨﻴعﻬﻢ ،وﻳشﲑ إﱃ ﺧلﻞ ﰲ العﻤلﻴة الﺘعلﻴﻤﻴة ،وﻳﺘﻄلﺐ إﻋادة النﻈﺮ ﰲ اﻹجﺮاءات الﺘعلﻴﻤﻴة
اﳌﺘﺒعة.
ت -اﻷﺧﻄﺎء اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﳌُﻬﻤﺔ :وﻫﻲ اﻷﺧﻄاء الﱵ ﺗقﻊ ﻏالﺒا بسﺒﺐ ﺳوء ﻓﻬﻢ ما ﻫو مﻄلوب
إﳒازﻩ مﻦ ﻃﺮف اﳌﺘعلﻢ ،وﲢﻴﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻄاء إﱃ إﻋادة النﻈﺮ ﰲ أﺳلوب الﺘﺪرﻳس.
ﻟثﺎ -دراﺳﺔ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ وﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ.
-1أﳘﻴﺔ دراﺳﺔ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ:
ﺗﻜﻤﻦ أﳘﻴة دراﺳة اﻷﺧﻄاء اللغوﻳة ﳌﺘعلﻤﻲ اللغة الثاﻧﻴة19ﰲ أﻧﻪ ﻳسﺘﻔاد منﻬا ﰲ إﻋﺪاد بﺮامﺞ ﺗعلﻴﻢ
اللغة اﳌﺘعلﻤة ،ومﻦ أبﺮز ا اﻻت الﱵ ﻳسﺘﻔاد ﻓﻴﻬا مﻦ دراﺳة أﺧﻄاء مﺘعلﻤﻲ اللغة ما ﻳلﻲ:20
-أن دراﺳة اﻷﺧﻄاء اللغوﻳة ﺗﺰود الﺒاﺣثﲔ ﻷدلة ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴة ﺗعلﻢ اللغة اﳍﺪف ،وﻋﻦ
اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات والﻄﺮق الﱵ ﻳسﺘﺨﺪمﻬا مﺘعلﻢ اللغة ﻻﻛﺘسا ا.
-اﳌساﻋﺪة ﰲ إﻋﺪاد الﱪامﺞ واﳌواد الﺘعلﻴﻤﻴة ،اﻧﻄﻼﻗا مﻦ ﻧﺘاﺋﺞ ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء.
-اﳌساﻋﺪة ﰲ إﻋﺪاد اﳌناﻫﺞ الﺘعلﻴﻤﻴة الﱵ ﻳﺘﻢ مﻦ ﺧﻼﳍا ﲢﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف واﶈﺘوى الﺘعلﻴﻤﻲ
وموادﻩ وﻃﺮق الﺘﺪرﻳس وأﺳالﻴﺐ الﺘقوﱘ.
-أ ا ﺗﻔﺘﺢ آﻓاﻗا جﺪﻳﺪة للﺒﺤوث والﺪراﺳات الﱵ ﺗﻜشﻒ ﻋﻦ أﺳﺒاب ﺿعﻒ مﺘعلﻤﻲ اللغة
الثاﻧﻴة ،واﻗﱰاح اﻷﺳالﻴﺐ اﳌناﺳﺒة لعﻼج اﳌشﻜﻼت اللغوﻳة الﺘعلﻴﻤﻴة.
-2اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻨﻈﲑﻳﺔ اﳊﺪﻳثﺔ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ:
ﻇﻬﺮت مناﻫﺞ مﺘعﺪدة لﺘﺤلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء اللغوﻳة ،لﻜﻞ منﻬﺞ منﻬا ﻧﻈﺮﺗﻪ اﳋاﺻة للﺨﻄﺈ اللغوي،
وأﻫﺪاﻓﻪ اﳌسﻄﺮة ،وﻃﺮﻳقﺘﻪ لﺘﺤلﻴلﻬا ،وﻛﻴﻔﻴة الﻜشﻒ ﻋﻦ الﺼعو ت الﱵ ﻳواجﻬﻬا مﺘعلﻢ اللغة ﰲ مسار
ﺗعلﻤﻪ أو اﻛﺘسابﻪ للغة ،أﻫﻢ اﲡاﻫات ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء:
-1-2اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ:
-1-1-2ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺪﳝﺔ :ﻋﺮﻓت الﺪراﺳات
اللغوﻳة العﺮبﻴة القﺪﳝة الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﻋنﺪ دراﺳﺘﻬﻢ للغة مﺘﻜلﻢ العﺮبﻴة ،ﻓقﺪ جاءت دراﺳات ﺳﻴﺒوﻳﻪ
واﳉاﺣﻆ والسﻴوﻃﻲ وﻏﲑﻫﻢ ﺗﺼﺐ ﰲ ﻋلﻢ اللغة الﺘقابلﻲ لﺘﺤﺪﻳﺪ ،وذلﻚ بشﺮﺣﻬﻢ للﻤشاﻛﻞ اللغوﻳة
والﺼوﺗﻴة الﱵ ﲢﺼﻞ ﳌﺘﻜلﻢ اللغة العﺮبﻴة.
61
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ﻓنﺠﺪ أن اﳉاﺣﻆ -مثﻼ -ﻋنﺪ ﻋﻼجﻪ ﳌشﻜﻞ اﻟﻠثﻐﺔ ،ﻳشﺮﺣﻬا وﻓﻖ أﺳس ﻋلﻢ اللغة الﺘقابلﻲ،
ﻓﻬو ﻳﺼﻒ اﳌشﻜلة ،ﰒ ﻳﺒﲔ أﺳﺒا ا ،ﰒ ﻳﻄﺮح الﻄﺮﻗة اﳌناﺳﺒة ﳊلﻬا ،ﻳقول اﳉاﺣﻆ ﰲ ب )ذﻛﺮ اﳊﺮوف
الﱵ ﺗﺪﺧلﻬا اللثغة وما ﳛضﺮﱐ منﻬا( »:ﻫﻲ أربعة ﺣﺮوف ،القاف والسﲔ والﻼم والﺮاء ] [...ﻓاللثغة الﱵ
ﺗعﺮض للسﲔ ﺗﻜون ء ،ﻛقوﳍﻢ لﻸﰊ ﻳﻜسوم :أﰊ ﻳﻜثوم ] [...والثاﻧﻴة اللثغة الﱵ ﺗعﺮض للقاف؛ ﻓﺈن
ﺻاﺣﺒﻬا ﳚعﻞ القاف ﻃاء ،ﻓﺈذا أراد أن ﻳقول :ﻗلت لﻪ ،ﻗال :ﻃُلت لﻪ] [...وأما اللثغة الﱵ ﺗقﻊ ﰲ الﻼم
ت« .21
ت :اﻋﺘﻴَـْﻴ ُ
ﻓﺈن مﻦ أﻫلﻬا مﻦ ﳚعﻞ الﻼم ء ﻓﻴقول بﺪل ﻗولﻪ :اﻋﺘَـلَْل ُ
وﻛاﻧت دراﺳة اﳉاﺣﻆ دراﺳة مﻴﺪاﻧﻴة اﺳﺘقﺮأ ﻓﻴﻬا ﻃﺮﻳقة ﻛﻼم الناس وﻛﻴﻔﻴة ﻧﻄقﻬﻢ للﺤﺮوف،
وﻳﱪﻫﻦ ﻋلى ما ﻳقولﻪ لشاﻫﺪ والﺪلﻴﻞ ،ﻓﻴقول » :وأما اللثغة اﳋامسة الﱵ ﻛاﻧت ﺗعﺮض لواﺻﻞ بﻦ ﻋﻄاء،
ولسلﻴﻤان بﻦ ﻳﺰﻳﺪ العﺪوي الشاﻋﺮ ،ﻓلﻴس إﱃ ﺗﺼوﻳﺮﻫا ﺳﺒﻴﻞ ،وﻛﺬلﻚ اللثغة الﱵ ﺗعﺮض ﰲ السﲔ ﻛنﺤو
ما ﻛان ﻳعﺮض ﶈﻤﺪ بﻦ اﳊﺠاج ،ﻛاﺗﺐ داود بﻦ ﷴ ،ﻛاﺗﺐ أم جعﻔﺮ ﻓﺈن ﺗلﻚ أﻳضا لﻴست ﳍا ﺻورة ﰲ
وﺗﺘﺄدى إﱃ السﻤﻊ«.22 اﳋﻂ ﺗُﺮى لعﲔ ،وإﳕا ﻳﺼورﻫا اللسان ّ
-2-1-2ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻠﺴﺎنﻴﺔ اﳊﺪﻳثﺔ:
أ -نﺸﺄة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ :ﻧشﺄ منﻬﺞ الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﰲ السﺘﻴنات والسﺒعﻴنات مﻦ القﺮن
اﳌنﺼﺮم مﻊ ﻇﻬور دراﺳات ﰲ مﻴﺪان ﺗعلﻴﻢ اللغات ،مسﺘنﺪا إﱃ اﲡاﻫات الﺒنﻴوﻳة السلوﻛﻴة ﰲ ﻧﻈﺮﺗﻪ إﱃ
ﻃﺒﻴعة اللغة وأﺳالﻴﺐ ﺗعلﻤﻬا وﺗعلﻴﻤﻬا ،وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪت ﺗلﻚ الﺪراﺳات ﻋلى الﺘﺤلﻴﻞ اللغوي اﳌقارن،
واﳌقارﻧة اللغوﻳة مقارﻧﺘان:
مقارﻧة داﺧلﻴة ﲡﺮي داﺧﻞ اللغة الواﺣﺪة مﻦ أجﻞ اﺧﺘﻴار أﻧواع اﳌﻔﺮدات الﱵ ﺗقﺪم ﰲ الﺘعلﻴﻢ،
وﻫﻲ مقارﻧة ﻫامة ومﻔﻴﺪة ﰲ ﺗعلﻴﻢ اللغة ﻷبناﺋﻬا ،ﻛﺘعلﻴﻢ العﺮبﻴة للناﻃقﲔ ا.23
واﳌقارﻧة الثاﻧﻴة ﺧارجﻴة ﲡﺮي بﲔ لغﺘﲔ أو أﻛثﺮ مﻦ أجﻞ ﺗعلﻴﻢ اللغة لغﲑ أبناﺋﻬا ،وﻫﻲ ما ﻳسﻤى
لﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ،وبعﺪ ﻧشﺮ )روبﺮت ﻻدو (Robert Ladoﻛﺘابﻪ Linguistics) Across
(Colturesﺳنة 1987م ،وﻗﺒلﻪ دراﺳات )شارلس ﻓﺮﻳﺰ( ﺳنة 1945م ،أﺻﺒﺤت ﻫﺬﻩ الﺪراﺳات
ﳎاﻻ للﺒﺤﺚ والﺘﺤﺮي ﰲ ﻫﺬا اﳌﻴﺪان.24
ﻧُقلت الﺪراﺳات الﺘقابلﻴة اﳊﺪﻳثة إﱃ الﺪرس اللغوي العﺮﰊ ﰲ أواﺧﺮ السﺒعﻴنات وأواﺋﻞ
الثﻤاﻧﻴنات مﻦ القﺮن اﳌنﺼﺮم ،ومﻦ أﻫﻢ اﳌعاﻫﺪ الﱵ ﺗﺒنت ﻫﺬا النوع مﻦ الﺪراﺳات ،معﻬﺪ اﳋﺮﻃوم الﺪوﱄ
للغة العﺮبﻴة ،ومعﻬﺪ ﺗعلﻴﻢ اللغة العﺮبﻴة ﰲ جامعة اﻹمام ﷴ بﻦ ﺳعود اﻹﺳﻼمﻴة.25
62
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ب -ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ :ﻳعﺘﱪ)ﻋلﻢ اللغة الﺘقابلﻲ( أو الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﻓﺮﻋا مﻦ ﻓﺮوع ﻋلﻢ
اللغة الﺘﻄﺒﻴقﻲ ،ﻳﻬﺘﻢ بﺪارﺳة مسﺘوﻳﲔ لغوﻳﲔ للغﺘﲔ ﳐﺘلﻔﺘﲔ ،أو ﳍﺠﺘﲔ ،أو لغة وﳍﺠة ،بغﻴة اﻛﺘشاف
أوجﻪ الشﺒﻪ أو اﻻﺧﺘﻼف ،وﻳسﺘﻔاد مﻦ ﻧﺘاﺋﺠﻪ ﰲ ﺗعلﻴﻢ اللغة وﺗعلﻤﻬا ،26وﳝَ ّﻜﻦ مﻦ ﺗﺪارك اﻷﺧﻄاء
اللغوﻳة وﲡنﺐ الوﻗوع ﻓﻴﻬا لنسﺒة ﳌﺘعلﻢ اللغة.
وﻳعﺮﻓﻪ زﻳﺪان ﻋلﻲ جاﺳﻢ وجاﺳﻢ ﻋلﻲ جاﺳﻢ ﻧﻪ :27مقارﻧة النﻈام اللغوي بﲔ لغﺘﲔ ﳐﺘلﻔﺘﲔ،
ﻛاﳌقارﻧة بﲔ النﻈام الﺼوﰐ أو النﺤوي بﲔ اللغة اﻷوﱃ -وﻫﻲ لغة اﳌﺘعلﻢ اﳌﻜﺘسﺒة -واللغة الثاﻧﻴة ،وﻫﻲ
اللغة اﳍﺪف.
ت -أﻫﺪاف اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ :ﻳﻬﺪف الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ إﱃ ﺛﻼﺛة أﻫﺪاف أﺳاﺳﻴة 28وﻫﻲ:
-ﻓﺤﺺ أوجﻪ اﻻﺧﺘﻼف والﺘشابﻪ بﲔ اللغات.
-الﺘنﺒؤ ﳌشﻜﻼت الﱵ ﺗنشﺄ ﻋنﺪ ﺗعلﻴﻢ اللغة الثاﻧﻴة وﳏاولة ﺗﻔسﲑﻫا .وﻳﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬا اﳍﺪف ﻋلى
أن مشﻜﻼت ﺗعلﻢ اللغة الثاﻧﻴة ﺗﺘواﻓﻖ مﻊ ﺣﺠﻢ أوجﻪ اﻻﺧﺘﻼف بﲔ اللغة اﻷوﱃ واللغة اﳍﺪف ز دة أو
ﻧقﺼا ،ﻓﻤثﻼ :النعت ﰲ اللغة اﻻﳒلﻴﺰﻳة ﻳسﺒﻖ اﳌنعوت ،وﻋﻜس ذلﻚ ﰲ اللغة العﺮبﻴة.
ٍ
وﺻﻒ ﺗقابلﻲ -اﻹﺳﻬام ﰲ ﺗﻄوﻳﺮ اﳌواد الﺪراﺳﻴة لﺘعلﻴﻢ اللغة اﻷجنﺒﻴة ،ﻓﺈذا ﺗوﺻﻞ الﺒاﺣﺚ إﱃ
ﻷﻧﻈﻤة لغﺘﲔ ،وﺣﺪد ما ﳝﻜﻦ ﺗوﻗعﻪ مﻦ اﻷﺧﻄاء الﺘعلﻴﻤﻴة ،اﺳﺘﻄاع أن ﻳساﻫﻢ ﰲ ﺗﻄوﻳﺮ مواد دراﺳﻴة
ﺗواجﻪ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻄاء واﳌشﻜﻼت.
ﻓالﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ أﺛﺒت ﻧﻔعا ﺣقﻴقﻴا ﰲ ﺗﻄوﻳﺮ اﳌواد الﺪراﺳﻴة ﰲ ﺗعلﻴﻢ اللغة اﻷجنﺒﻴة ،لﻜﻦ ﻻ
ﳝﻜﻦ أن ﻧنﻔﻲ ﻛوﻧﻪ ﻓعا ﰲ ﺗعلﻴﻢ اللغة ﻷبناﺋﻬا ،ﻛﺘعلﻴﻢ اللغة العﺮبﻴة ﻷبناﺋﻬا ،وأﺗثﺒت الﺘﺠﺮبة العﻤلﻴة أن
ﻛثﲑا مﻦ الﻈواﻫﺮ اللغوﻳة ﰲ اللغة العﺮبﻴة ﺗﻜون أﻛثﺮ وﺿوﺣا ﺣﲔ ﻋﺮﺿﻬا ﻋلى الﺪرس الﺘقابلﻲ .29وﳝﻜﻦ
اﺳﺘعﻤال اﳌواد الﺘعلﻴﻤﻴة ﰲ الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ لﺘقلﻴﻞ آ ر الﺘﺪاﺧﻞ اللغوي.
ث -ﻓﺮﺿﻴﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ :ﻳقوم الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﻋلى ﻋﺪد مﻦ الﻔﺮﺿﻴات الﱵ ﺗﺮﺗﺒﻂ
بﻄﺒﻴعة اللغة وأﺳالﻴﺐ اﻛﺘسا ا وﺗعلﻤﻬا وﺗعلﻴﻤﻬا وموادﻫا الﺘعلﻴﻤﻴة ووﺳاﺋﻞ ﺗقوﳝﻬا ،ومﻦ ﻫﺬﻩ الﻔﺮﺿﻴات؛
الﻔﺮﺿﻴة القوﻳة Strong hypothesisوالﻔﺮﺿﻴة الضعﻴﻔة.A weak hypothesis
ﻓالﻔﺮﺿﻴة القوﻳة ﺗﺮى أن الﺼعو ت الﺮﺋﻴسﻴة ﰲ ﺗعلﻢ لغة جﺪﻳﺪة ﺳﺒﺒﻬا الﺘﺪﺧﻞ اللغوي
interferenceأو النقﻞ30مﻦ اللغة اﻷوﱃ ،أو مﻦ لغة اﳌنشﺄ إﱃ اللغة اﳍﺪف ،ﻓﻬﺬﻩ الﻔﺮﺿﻴة ﺗعﺘﻤﺪ
63
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ﻋلى درجة اﻻﺧﺘﻼف بﲔ اللغة اﻷم لنسﺒة للﻤﺘعلﻢ واللغة اﳍﺪف ،ﻓﻜلﻤا ازدادت درجة اﻻﺧﺘﻼف
بﻴنﻬﻤا ازدادت ﺻعوبة ﺗعلﻢ اللغة اﳍﺪف وﻛثﺮت اﻷﺧﻄاء اللغوﻳة ،والعﻜس ﺻﺤﻴﺢ.
وﺗعﲏ ﻫﺬﻩ الﻔﺮﺿﻴة إمﻜاﻧﻴة الﺘنﺒؤ ﻷﺧﻄاء اللغوﻳة الﱵ ﻳقﻊ ﻓﻴﻬا مﺘعلﻢ اللغة اﳍﺪف ﻗﺒﻞ وﻗوﻋﻬا
بناء ﻋلى درجات اﻻﺧﺘﻼف بﲔ ﻧﻈامﻲ اللغﺘﲔ؛ لغﺘﻪ اﻷم واللغة اﳍﺪف.
وأما الﻔﺮﺿﻴة الضعﻴﻔة ﻓﱰى أن الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﻳساﻋﺪ ﻋلى الﺘنﺒﺊ بﺘلﻚ الﺼعو ت وﻳسﻬﻞ ﺗوﻗﻊ
أﺧﻄاء اﳌﺘعلﻤﲔ وﺗﻔسﲑﻫا ﻗﺒﻞ الوﻗوع ﻓﻴﻬا.
ج -اﺧﺘﻼف آراء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺣﻮل ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ :لقﺪ اﻧقسﻤت آراء العلﻤاء ﺣول
منﻬﺞ الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ إﱃ ﺛﻼﺛة أﻗسام؛ مؤﻳﺪﻳﻦ ومعارﺿﲔ ومعﺘﺪلﲔ:31
-اﳌﺆﻳﺪون :وﻫﻢ الﺬﻳﻦ ﻳﺮون أﻧﻪ ﻹمﻜان الﺘنﺒؤ ﻷﺧﻄاء ﻻﻋﺘﻤاد ﻋلى الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ،
منﻬﻢ )ﻧﻴامسﻴو ،( Nyamasyo 1994و)ﻓﻴﺰ ك ( Fisiak 1981الﺬي ﺻﺮح أن الﺘﺤلﻴﻞ
الﺘقابلﻲ ﺿﺮوري للﻤعلﻤﲔ ومﺼﻤﻤﻲ ومعﺪي اﳌناﻫﺞ الﺪراﺳﻴة واﳌواد الﺘعلﻴﻤﻴة.
-اﳌﻌﺎرﺿﻮن :وﻫﻢ الﺬﻳﻦ ﻳﺮون أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗوﻗﻊ الوﻗوع ﰲ اﻷﺧﻄاء أو الﺘنﺒؤ ا ﰲ النﺤو
ﺧاﺻة ،لﻜﻦ ﻳساﻋﺪ الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﰲ ﺗوﺿﻴﺢ اﻷﺧﻄاء ،ومﻦ ﻫؤﻻء )ﻓان رن Van Buren
(1974و)وﻳﺘﻤان ( Whitmanو)جاك ﺳون (1972 Jacksonمﻦ ﺧﻼل ﲝوﺛﻬﻢ ،وﺗوﺻﻞ
اﻷﺧﲑان إﱃ أن الﺘﺪﺧﻞ أو النقﻞ لعﺒا دورا ﺿئﻴﻼ ﰲ ﻋﻤلﻴة ﺗعلّﻢ اللغة الثاﻧﻴة .وﻗﺪ وجﻪ اﳌعارﺿون ﻋﺪة
اﻧﺘقادات ﳍﺬا اﳌنﻬﺞ ،32ومﻦ أﳘﻬا:
-اﻧﺘقاد ﺻادر مﻦ أﺻﺤاب النﻈﺮﻳة العقلﻴة أو النﻈﺮﻳة اللغوﻳة ،وﻋلى رأﺳﻬﻢ مؤﺳسﻬا ومؤﺳس
اﳌﺪرﺳة الﺘولﻴﺪﻳة الﺘﺤوﻳلﻴة )ﻧعوم ﺗشومسﻜﻲ( ،الﺬي ﻳﻬﺘﻢ ﳋﺼاﺋﺺ العامة اﳌشﱰﻛة بﲔ اللغات أو ما
ﻳسﻤﻴﻬا بـ"الﻜلﻴات".
-أن اﳌﺪاﺧلة مﻦ اللغة اﻷﺻلﻴة لﻴست اﳌﺼﺪر الوﺣﻴﺪ للﺨﻄﺄ ﰲ ﺗعلﻢ اللغة الثاﻧﻴة ،وأن ﻫناك
أﺧﻄاء ﻛثﲑة ﻻ ﻳسﺘﻄﻴﻊ الﺘﺤلﻴﻞ اﳌقارن أن ﻳﺘنﺒﺄ ا.
-ﻋﺪم ﺗوﻓﺮ اﳌعاﻳﲑ الﺪﻗﻴقة الﱵ ﳝﻜﻦ بواﺳﻄﺘﻬا إجﺮاء ﲢلﻴﻞ مقارن بﲔ اللغات.
-اﻟﻔﺌﺔ اﳌﻌﺘﺪﻟﺔ :وﻫﻢ الﺬﻳﻦ ﻳﺮون أن الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ مﻔﻴﺪ ﰲ ﺗعلﻴﻢ اللغة الثاﻧﻴة؛ ولﺬا ﻻبﺪ مﻦ
دمﺞ الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ وﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء مﻊ بعضﻬﻤا الﺒعﺾ ﻋﺘﺒارﳘا أﺳلو ن ومنﻬﺠان ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﺰود
اﳌعلﻢ منﻬﻤا ﰲ ﻋﻤلﻴة الﺘعلﻴﻢ.
64
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
بﺪأ ﻓﻞ ﳒﻢ منﻬﺞ الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﰲ السﺒعﻴنات مﻦ القﺮن اﳌنﺼﺮم ،وذلﻚ بعﺪ ﻇﻬور الﻜثﲑ
مﻦ اﻻﻧﺘقادات ﳌﺒادﺋﻪ النﻈﺮﻳة وﺗﻄﺒﻴقاﺗﻪ العﻤلﻴة ،ﻧﺘشار مﺒادئ النﻈﺮﻳة اﳌعﺮﻓﻴة وﻧﻈﺮ ا لقضﻴة اﻛﺘساب
اللغة ،ﻓقللت مﻦ شﺄن اﻻﲡاﻩ السلوﻛﻲ وﻛﻞ ما اﻧﺒثﻖ منﻪ مﻦ مناﻫﺞ ،وﺣﺠة أﺻﺤﺐ اﻻﲡاﻩ اﳌعﺮﰲ أن
الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ اﻋﺘﻤﺪ ﻋلى اﳊﻜﻢ النﻈﺮي واﳌقارﻧة الشﻜلﻴة بﲔ اللغات ،ﰲ ﺣﲔ أﻏﻔﻞ جواﻧﺐ أﺧﺮى ﻻ
ﺗقﻞ أﳘﻴة ﻋﻦ ﻫﺬا اﳉاﻧﺐ ،ﻛاﺧﺘﻼف السﻴاﻗات اللغوﻳة واﳌواﻗﻒ اﻻجﺘﻤاﻋﻴة والوﻇاﺋﻒ اﻻﺗﺼالﻴة
والﺘﺪاولﻴة.33
ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻷﺧﻄﺎء: -2-2
-1-2-2اﳌﻔﻬﻮم واﻟﻨﺸﺄة :ﻳـُ ْعﲎ منﻬﺞ ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء بﺪراﺳة ما ﻳقﻊ ﻓﻴﻪ مﺘعلﻤو اللغات
اﻷجنﺒﻴة مﻦ أﺧﻄاء ﰲ اللغة اﳍﺪف ﺧاﺻة ،وﻫو اﳋﻄوة الﺘالﻴة للﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ .وﳜﺘلﻒ ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء
ﻋنﻪ وﻋﻦ اﳌقارﻧة الﺪاﺧلﻴة ﰲ أ ﻤا ﻳﺪرﺳان اللغة ،أما ﻫو ﻓﻴﺪرس لغة اﳌﺘعلﻢ ﻧﻔسﻪ الﱵ ﻳنﺘﺠﻬا ﰲ مﺮﺣلة
ﺗعلﻤﻪ ،اﳌسﻤاة للغة اﳌﺮﺣلﻴة.34
وﻗﺪ بﺮز ﻫﺬا اﳌنﻬﺞ ﰲ أواﺧﺮ السﺘﻴنات وبﺪاﻳة السﺒعﻴنات،ﻛﺮد ﻓعﻞ ﻋلى اﳌنﻬﺞ الﺘقابلﻲ الﺬي
ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻔسﲑ أﺧﻄاء اﳌﺘعلﻤﲔ اﳋارجة ﻋﻦ ﻧﻄاق الﺘﺪاﺧﻞ اللغوي ،وﻳقوم ﻫﺬا اﳌنﻬﺞ ﻋلى دراﺳات
ﺗشومسﻜﻲ ،وﻧﻈﺮ ﺗﻪ ﺣول اﻛﺘساب الﻄﻔﻞ للغة اﻷم35؛ الﺬي ﻳﺮى أن الﻄﻔﻞ ﻳﻜﺘسﺐ لغﺘﻪ اﻷم ﻋﱪ
مﺮاﺣﻞ معﻴنة ،واﻷﺧﻄاء الﱵ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬا ﻻ ﺗعﺘﱪ ﳏاﻛاة ﻓاشلة ﰲ ﺗقلﻴﺪ لغة أمﻪ؛ وإﳕا مؤشﺮات دالة ﻋلى
اﻛﺘسابﻪ إ ﻫا.
وﱂ ﻳعﺪ ﻳنﻈﺮ أﻧﺼار ﻫﺬا اﳌنﻬﺞ إﱃ ﺗلﻚ اﻷﺧﻄاء ﻋلى أ ا ﳏاوﻻت ﻓاشلة ﶈاﻛاة لغة الﻜﺒار مﻦ
ﻗِﺒَﻞ اﻷﻃﻔال ،بﻞ ﻧﻈﺮوا إلﻴﻬا ﻋﺘﺒارﻫا ﺻورة ،ومﺮﺣلة ﻻ ﻏﲎ ﻋنﻬا مﻦ مﺮاﺣﻞ النﻤو اللغوي ﻋنﺪ الﻄﻔﻞ،
ﺗﺪل ﻛﻞ ﺻورة منﻬا ﻋلى مﺮﺣلة معﻴنة مﻦ مﺮاﺣﻞ ذلﻚ النﻤو ،وﻋلﻴﻪ ﺗسﺘﺤﻖ الﺪراﺳة ﻋلى ذلﻚ اﻷﺳاس.
وإذا ﻛان منﻬﺞ الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ ﻋلى مﺒادئ اﳌﺪرﺳة الﺒنﻴوﻳة السلوﻛﻴة ،واﻋﺘﲎ ﲟﻈﻬﺮ
اﳉﻤلة ،ﲟا ﻓﻴﻪ مﻦ مﻈﻬﺮ ﺻوﰐ ،وﺻﺮﰲ ،وﳓوي ،ﻓﺈن منﻬﺞ ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ ﻋلى ﻧﻈﺮﻳة
ﺗشومسﻜﻲ الﱵ ﻛان ﳍا الﺪور الﻔعّال ﰲ ﻧشوء ﻫﺬا اﻻﲡاﻩ؛ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺘعامﻞ مﻊ شﻜﻞ اﳉﻤلة إﻻ ﻋﺘﺒارﻩ
آﺧﺮ مﻈﻬﺮ مﻦ مﻈاﻫﺮ اللغة ،بﻞ ﺗﺮﻛﺰ ﻋلى ﻃﻦ اللغة و ﺘﻢ " ﳌلﻜة اللغوﻳة " competenceولﻴس
لﻜﻼم الﻔعلﻲ" الﺘﺄدﻳة " Performanceوﻋلى القواﻋﺪ الﱵ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﻗﺪرة اﻹﻧسان ﻋلى ﺧلﻖ أو
ﺗولﻴﺪ ﲨﻴﻊ اﳉﻤﻞ الﺼﺤﻴﺤة ﰲ لغة ما.
65
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
وﻳُعﺘﱪ ﻫﺬا الﺮأي رد ﻓعﻞ ﳐالﻒ للسلوﻛﻴﲔ الﺬﻳﻦ ﻳعﺘﱪون النشاط اللغوي ﺳلوﻛا مثﻞ السلوﻛﻴات
اﻷﺧﺮى ،وﻳﺮى ) ﺗشومسﻜﻲ ( أن النشاط اللغوي ﻳعﺘﻤﺪ ﻋلى مﻜون معﲔ ﰲ اﳌﺦ ﻋلى ﳓو وراﺛﻲ،
36
إذ ﻳﺮى أن اﻷﻃﻔال ﻳولﺪون ولﺪﻳﻬﻢ ﳕاذج للﱰﻛﻴﺐ اللغوي ﻳسﻤﻴﻪ )ﺟﻬﺎز اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻠﻐﺔ( lad-
ﲤﻜنﻬﻢ مﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻗواﻋﺪ الﱰﻛﻴﺐ اللغوي ﰲ أي لغة مﻦ اللغات ،ﻛالﻈواﻫﺮ الﱵ ﺗشﱰك ﻓﻴﻬا اللغات ،مثﻞ
ﺗﺮﻛﻴﺐ اﳉﻤﻞ مﻦ اﻷﲰاء واﻷﻓعال والﺼﻔات واﳊﺮوف ،وﻇاﻫﺮة اﳌسنﺪ.
وﻗﺪ اﺳﺘﺒعﺪ منﻬﺞ ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء ﻛﻞ اﻻﻓﱰاﺿات الﱵ ﻳﺘنﺒﺄ ا الﺘﺤلﻴﻞ الﺘقابلﻲ ،ورﻛﺰ اﻫﺘﻤامﻪ
ﻋلى اﻷﺧﻄاء الﱵ ﲣﺮق ﻗاﻋﺪة مﻦ ﻗواﻋﺪ اللغة ﰲ جاﻧﺐ مﻦ جواﻧﺒﻬا ،ﻛﻤا أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘعﺮض للﻤﻈﻬﺮ
اﳋارجﻲ للغة -أي الﺼوﰐ -ﻋنﺪ ﲢلﻴلﻪ لﻸﺧﻄاء اللغوﻳة ،وﳝﻴﺰ ﻫﺬا اﳌنﻬﺞ بﲔ اﻷﺧﻄاء واﻷﻏﻼط؛ أي
زﻻت اللسان الﱵ ﻳﺘعﺮض ﳍا ﻛﻞ مﺘﺤﺪث بلغﺘﻪ أو بلغة أجنﺒﻴة ﻋنﻪ ﻷﺳﺒاب ﺧارجة ﻋﻦ ﻧﻄاق اللغة،
والﱵ ﻳقﻊ ﻓﻴﻬا اﳌﺘﺤﺪث رﻏﻢ إﺗقاﻧﻪ لقواﻋﺪ اللغة ،ﻋلى مﺘﻜلﻢ اللغة العﺮبﻴة الﺬي ﻳثقﻦ ﻗواﻋﺪﻫا لﻜﻦ ﳜﻄﺊ
ﰲ ﺗﻄﺒﻴقﻬا.
ﳛاول منﻬﺞ ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء الﻜشﻒ ﻋﻦ اﻷﺧﻄاء اﳌنﺘﻈﻤة ،وﻧﻈﺮا لﻜون ﺗعلﻢ اللغة ﻋﻤلﻴة مسﺘﻤﺮة
ﲤﺮ ﲟﺮاﺣﻞ ﳐﺘلﻔة ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬا اﻷﺧﻄاء بشﻜﻞ ﻏﲑ منﺘﻈﻢ ،ﻓقﺪ ﺗﻜون اﳉﻤﻞ الﱵ ﻳسﺘعﻤلﻬا اﳌﺘعلﻢ ﰲ
مﺮﺣلة ما ،ﲨﻼ ﳏﺮﻓة ،وﺳﻴئة الﺼﻴاﻏة ،وﺧاﻃئة مﻦ ﺣﻴﺚ ﻗابلﻴﺘﻬا للوﺻﻒ ﰲ ﺿوء لغﺘﻪ اﻷﺻلﻴة ،أو اللغة
اﳍﺪف ،إذًا ﻛان مﻦ الضﺮوري أن ﲢﺼﺮ اﳌﺪة الﺰمنﻴة الﱵ ﺗﺘﻢ ﻓﻴﻬا دراﺳة اﻷﺧﻄاء.
-2-2-2ﻣﺼﺎدر اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ وأﺳﺒﺎ ﺎ ﻋﻨﺪ أنﺼﺎر ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻷﺧﻄﺎء :ﺗﺘنوع مﺼادر
اﻷﺧﻄاء اللغوﻳة إﱃ أﺧﻄاء مﺮﺣلﻴة بعة مﻦ ﺗﺪﺧﻞ) (interferenceاللغة اﻷم ،وأﺧﺮى بعة مﻦ
السﻴاق اللغوي اﻻجﺘﻤاﻋﻲ لعﻤلﻴة اﻻﺗﺼال ،وأﺧﻄاء بعة مﻦ اللغة اﳍﺪف ،وأﺧﻄاء ﲡة ﻋﻦ
اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات النﻔسﻴة اللغوﻳة أو اﳌعﺮﻓﻴة للﻤﺘعلﻢ.37
ﻓﻤﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻄاء ما ﺳﺒﺒﻪ الﺘﺪﺧﻞ مﻦ اللغة اﻷم ،ومنﻬا ما مﺒعثﻪ اللغة اﳍﺪف ﻧﻔسﻬا ،وبعضﻬا
ﻳﺮجﻊ إﱃ ﻃﺒﻴعة الﻈﺮوف الﺘعلﻴﻤﻴة ،أو ﻃﺒﻴعة اﳌﺘعلﻢ ﻧﻔسﻪ واﺳﱰاﺗﻴﺠﻴاﺗﻪ ﰲ الﺘعلﻢ ،وﺳنﺤاول ﺗﺒﻴﲔ بعضﻬا
ﻛﻤا ورد شﺮﺣﻬا ﰲ ﻛﺘاب دوجﻼس بﺮاون:
أ -اﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﻟﻐﺔ أﺧﺮى :وﻫﻲ أﺧﻄاء مﺮﺣلﻴة بعة مﻦ ﺗﺪﺧﻞ اللغة اﻷ): (interference
وﻫﻲ الﱵ ﲢﺪث ﳌﺘعلﻢ اللغة الثاﻧﻴة ،وﻫﺬا النوع مﻦ اﻷﺧﻄاء مﺮدﻩ النقﻞ السلﱯ مﻦ لغة إﱃ أﺧﺮى ،ومنﻬا
النقﻞ مﻦ اللغة اﻷم إﱃ اللغة اﳍﺪف ،إذ ﻳسقﻂ اﳌﺘعلﻢ ﻧﻈام لغﺘﻪ اﻷم ﻋلى ﻧﻈام اللغة اﳍﺪف.
66
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
لﺬا ﻓﺈن معﺮﻓة اﳌﺪرس اﳉﻴﺪة للغة اﳌﺘعلﻢ اﻷم ﺗعﻴنﻪ ﻋلى رﺻﺪ مثﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻄاء وﲢلﻴلﻬا
والﺘعﺮف ﻋلى مﺼﺪرﻫا.
ب -اﻟﻨﻘﻞ داﺧﻞ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻮاﺣﺪة :وﻫﻲ أﺧﻄاء بعة مﻦ اللغة اﳍﺪف ،والﱵ ﲢﺪث ﻧﺘﻴﺠة اﳌﺒالغة
ﰲ الﺘعﻤﻴﻢ ،38ﻓعنﺪما ﻳﻜﺘسﺐ اﳌﺘعلﻢ ﻗﺪرا معﻴنا مﻦ النﻈام اللغوي اﳉﺪﻳﺪ -وﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻛﻔاءﺗﻪ بعﺪ -
ﺗﺒﺪأ ﻇاﻫﺮة النقﻞ داﺧﻞ اللغة الواﺣﺪة ﲢﺪث ﻧﺘﻴﺠة لﺘعﻤﻴﻢ القاﻋﺪة.
ت -اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻻﺗﺼﺎل :وﻫﻲ أﺧﻄاء ﲡة ﻋﻦ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات النﻔسﻴة اللغوﻳة أو اﳌعﺮﻓﻴة
للﻤﺘعلﻢ.39
واﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات اﻻﺗﺼال ﻫﻲ ﻗواﻋﺪ ﻳسﺘﺨﺪمﻬا اﳌﺘعلﻢ اﺳﺘﺨﺪاما واﻋﻴا بغﻴة إبﻼغ رﺳالﺘﻪ إﱃ
وﺗعﺮف ا »ﲣﻄﻴﻂ واع ﳊﻞ ما اﳌسﺘﻤﻊ أو اﳌسﺘقﺒﻞ ﺣﻴنﻤا ﻻ ﺗوجﺪ لﺪﻳﻪ أﳕاط دﻗﻴقة مﻦ اللغة اﳍﺪفّ ،
ﻳﺒﺪو للﻔﺮد مشﻜلة ﺗﺘعﺮض وﺻولﻪ إﱃ ﻫﺪف اﺗﺼاﱄ« ،40ﻓﻴسﺘﺨﺪمﻬا اﳌﺘعلﻢ للﺘعﺒﲑ ﻋﻦ ﻏاﻳﺘﻪ ،وﻗﺪ ﰎ
ﺗﺼنﻴﻒ ﻫﺬﻩ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴة إﱃ:
-إﻋﺎدة اﻟﺘﻌﺒﲑ :ﻛاﺳﺘﺨﺪام ﻛلﻤة أو ﺗﺮﻛﻴﺐ مﻦ اللغة اﳍﺪف ﻳعلﻢ الﺪارس أ ا ﺧﻄﺄ ،إﻻ أ ا
ﲢﻤﻞ بعﺾ اﳌﻼمﺢ الﺪﻻلﻴة للﻤعﲎ الﺬي ﻳﺮﻳﺪ اﳌﺘﺤﺪث الﺘعﺒﲑ ﻋنﻪ )الﺘقﺮﻳﺐ( ،أو ﺻوغ ﻛلﻤات جﺪﻳﺪة،
أو الﺪوران ﺣول اﳌعﲎ ،مثﻞ وﺻﻒ اﳌﺘعلﻢ ﺧﺼاﺋﺺ شﻲء أو ﺣﺪث ما بﺪل ﺗسﻤﻴﺘﻪ اﳌﻔﺮدة اﳌعﱪة ﻋنﻪ
مﺒاشﺮة.
-اﻻﻗﱰاض ) :(borrowingوﳛﺪث ﰲ اﳊاﻻت الﺘالﻴة :الﱰﲨة اﳊﺮﻓﻴة مﻦ لغﺘﻪ اﻷﺻلﻴة،
واﻻﻧﺘقال مﻦ لغة إﱃ أﺧﺮى ،ﻛاﺳﺘﺨﺪام اﳌﺘعلﻢ مﻔﺮدة أو ﺗﺮﻛﻴﺒا مﻦ لغﺘﻪ اﻷم ﰲ اللغة اﳍﺪف دون ﺗﺮﲨة.
-ﻃﻠﺐ اﳌﺴﺎﻋﺪة :وﳛﺪث ﻋنﺪما ﻳسﺄل اﳌﺘعلﻢ ﻋﻦ الﱰﻛﻴﺐ الﺼﺤﻴﺢ ،ما ﻫﺬا؟ ما ﺗسﻤﻴﺘﻪ؟
-اﻟﺘﻤثﻴﻞ اﻟﺼﺎﻣﺖ :وﳛﺪث ﻋنﺪ اﺳﺘﺨﺪام ﺣﺮﻛات ﻏﲑ لغوﻳة بﺪﻻ مﻦ الﻜلﻤة للﺘعﺒﲑ ﻋﻦ معﲎ.
-اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﺤﺎشﻲ أو )اﻟﺘﺠﻨﺐ( :وﲢﺪث ﺣﻴنﻤا ﻳﺘﺠنﺐ أو ﻳﺘﺤاشى اﳌﺘعلﻢ مﻔﺮدات أو
ﻗواﻋﺪ ﳓوﻳة ﻋنﺪ الﺘعﺒﲑ ﻋﻦ معﲎ معﲔ ﳉﻬلﻪ ا ،أي أﻧﻪ ﺣﻴنﻤا ﻻ ﲢضﺮﻩ مﻔﺮدة أو ﻗاﻋﺪة ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺠنﺐ
اﺳﺘﺨﺪامﻬا وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ بﺪﻳﻞ ﳍا ﻓﻴﺤﺪث اﳋﻄﺄ لعﺪم مناﺳﺒة اﳌﻔﺮد الﺒﺪﻳﻞ للﻤعﲎ اﳌقﺼود.
-اﻷﳕﺎط اﳉﺎﻫﺰة ) :( prefabricated patternsوﻫﻲ العﺒارات الﱵ ﳛﻔﻈﻬا اﳌﺘعلﻢ ﻋﻦ
ﻇﻬﺮ ﻗلﺐ لﻴسﺘﻈﻬﺮﻫا ﰲ السﻴاﻗات اﳌناﺳﺒة ،وﺗﺘﻤثﻞ ﰲ ﳐﺰون معﲔ دون إدراك ﳌﻜو ا .
67
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
وﻋادة ما ﺗقﺪم ﻫﺬﻩ اﻷﳕاط اﳉاﻫﺰة ﰲ ﻛﺘﻴﺒات بلغﺘﲔ أو أﻛثﺮ ﻛﻜﺘﺐ اﳉﻴﺐ الﱵ ﲢوي مئات
مﻦ اﳉﻤﻞ لﺘناﺳﺐ ﻛثﲑا مﻦ اﳌواﻗﻒ ،مثﻞ :ما ﲦﻦ ﻫﺬا ؟ ،أﻳﻦ ﺗقﻊ اﳉامعة...لﻜﻦ ﻏالﺒا ما ﺗقﻊ اﻷﺧﻄاء
اللغوﻳة جﺮاء ﻫﺬا الﺘﺨﺰﻳﻦ ،وﻳﺮجﻊ معﻈﻢ أﺳﺒا ا إﱃ اﳉﻬﻞ لقواﻋﺪ الﱰﻛﻴﺒﻴة الﻼزمة لﺘﻜوﻳﻦ ﻋﺒارة معﻴنة.
-اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﳌﺼﺪر اﻷﺻﻠﻲ :ومﻦ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات اﻻﺗﺼال -ﻛﺬلﻚ -اللﺠوء إﱃ اﳌﺼﺪر
اﻷﺻلﻲ ،ﻛسؤال اﳌﺘﺤﺪث اﻷﺻلﻲ للغة اﳍﺪف ﻛﻴﻒ ﺗقول ﰲ..؟ إﱃ ﻏﲑﻫا مﻦ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات اﻻﺗﺼال
الﱵ ذﻛﺮﻫا دوجﻼس بﺮاون ﰲ ﻛﺘابﻪ أﺳس ﺗعلﻢ اللغة وﺗعلﻴﻤﻬا.
والﺬي ﻧسﺘنﺘﺠﻪ أن اﳌﺘعلﻢ للغة ﻋنﺪما ﻳعﺠﺰ ﻋﻦ اﺳﺘﺤضار مﻔﺮدة أو ﺗﺮﻛﻴﺐ ما ﺣالة الﺘعﺒﲑ ﻋﻦ
معﲎ معﲔ ،ﻳلﺠﺄ ﺣﻴنئﺬ ﻹﺣﺪى ﻫﺬﻩ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات اﳌﺬﻛورة آﻧﻔا ،ﻓﲑﻛﺰ بﺬلﻚ ﻋلى اﳉاﻧﺐ الﺘواﺻلﻲ ْ
للغة ،وﻳﻬﻤﻞ الﺘقﻴﺪ بنﻈامﻬا الﺬي ﻳﺘﺤﻜﻢ ﰲ أﺻوا ا ومﻔﺮدا ا وﺗﺮﻛﻴﺒﻬا ،ولﺬلﻚ ﳛﺼﻞ اﳋﻄﺄ اللغوي ،إما
ﻧﺘﻴﺠة للﺤﻦ ،وإما لعﺪم مناﺳﺒة اﳌﻔﺮدة أو الﱰﻛﻴﺐ اﳌسﺘﺨﺪم للﻤقام والسﻴاق اللغوي اﳌناﺳﺒﲔ.
ج -ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ :41وﻫو مﺼﺪر ﻳشﲑ إﱃ ﻋﺪة ﻋوامﻞ ﳍا ﻋﻼﻗة ﲟﺘعلﻢ اللغة ،ﻛالﻔﺼﻞ الﺪراﺳﻲ،
واﳌﺪرس ،واﶈﺘوى ،واﳌواﻗﻒ اﻻجﺘﻤاﻋﻴة ﰲ ﺣالة الﺘعلﻢ ،وﻫﻲ اﺳﺒاب ﺗؤدي ﳌﺘعلﻢ إﱃ ﺗﻜوﻳﻦ اﻓﱰاﺿات
ﺧاﻃئة ﺛﺮ ﰲ ﻋﻤلﻴة الﺘعلﻢ.
-3-2-2أﺳﺒﺎب أﺧﻄﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟثﺎنﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺟﺎك رﻳﺘﺸﺎرد:
ﻳﺮى )جاك رﻳﺘشاردز ( jack richardsأن أﺧﻄاء مﺘعلﻢ اللغة الثاﻧﻴة ﺗنﺘﺞ ﻋﻦ أربعة
أﺳﺒاب رﺋﻴسﻴة وﻫﻲ:
أ -اﳉﻬﻞ ﺑﻘﻴﻮد اﻟﻘﺎﻋﺪة :ﻳقﺼﺪ بﻪ »ﺗﻄﺒﻴﻖ بعﺾ القواﻋﺪ ﰲ ﺳﻴاﻗات ﻻ ﺗنﻄﺒﻖ ﻋلﻴﻬا« ،42وﻳعﺪ
اﳉﻬﻞ لقاﻋﺪة مﻦ أﻫﻢ أﺳﺒاب وﻗوع مﺘعلﻢ اللغة ﰲ اﳋﻄﺈ ،وذلﻚ ﻷن ما ﻳﺘلقاﻩ اﳌﺘعلﻢ مﻦ ﻗواﻋﺪ لغوﻳة
ومواد ﺗعلﻴﻤﻴة لﻴس إﻻ جﺰءا مﻦ اللغة اﳌﺘعلﻤة ،إذ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘعلﻢ اللغة دﻓعة واﺣﺪة ،وإﳕا ﺗوزع اﳌادة
اللغوﻳة وﻗواﻋﺪﻫا ﻋلى ﻓﱰات ومسﺘو ت ﺗعلﻴﻤﻴة مﺘعﺪدة ،ﻓﻼ ﳝﻜننا أن ﻧعلﻢ مﺘعلﻢ اللغة العﺮبﻴة -مثﻼ-
ﻛﻞ أبواب النﺤو دﻓعة واﺣﺪة ،وإﳕا ﺗوزع ﻋلى ﻓﱰات ،ﺣسﺐ ﻗﺪرات الﺘلﻤﻴﺬ واﺳﺘعﺪاداﺗﻪ واﳌﺮﺣلة العﻤﺮﻳة
الﱵ ﻳنﺘﻤﻲ إلﻴﻬا.
ب -اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻌﻤﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة :وﺗشﻤﻞ اﳌﺒالغة ﰲ الﺘعﻤﻴﻢ »اﳊاﻻت الﱵ ﰐ ﻓﻴﻬا الﺪارس بﺒنﻴة
43
ﻋﺮﻓﻪ )جﻜ ـ ــو بﻔﺘﺶ( ﻧﻪ:
ﺧاﻃئة ﻋلى أﺳاس ﲡﺮبﺘﻪ مﻊ أبنﻴة أﺧﺮى ﰲ اللغة اﳌﺪروﺳة« ،وﻗﺪ ّ
»اﺳﺘعﻤال اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات السابقة ﰲ اﳌواﻗﻒ اﳉﺪﻳﺪة...ﰲ ﺗعلّﻢ اللغة الثاﻧﻴة «.44
68
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ﻓاﳌﺘعلﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊالة ﰐ بقاﻋﺪة مﻦ ﻗواﻋﺪ اللغة اﳍﺪف اﻛﺘسﺒﻬا مسﺒقا وﻳﻄﺒقﻬا ﻋلى مواﻗﻒ
جﺮ مﺘعلﻢ اللغة العﺮبﻴة
جﺪﻳﺪة ﻻ ﺗنﻄﺒﻖ ﻋلﻴﻬا ،ومنﻬا القﻴاس اﳋاﻃﺊ الناﺗﺞ ﻋﻦ اﳌﺒالغة ﰲ الﺘعﻤﻴﻢ ،مثﻞ ّ
لﻼﺳﻢ اﳌﻤنوع مﻦ الﺼﺮف لﻜسﺮة ﻇنا منﻪ ﻋﻤوم القاﻋﺪة ﻗﻴاﺳا ﻋلى ﻏﲑﻩ مﻦ اﻷﲰاء.
ت -اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻨﺎﻗﺺ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة :وﻫو ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺺ للقاﻋﺪة ﺣﻴﺚ اﺳﺘعﻤﻞ اﳌﺘعلﻢ جﺰءا مﻦ
القاﻋﺪة وﲤﻜﻦ مﻦ ﺗﻄﺒﻴقﻪ؛ إﻻ أﻧﻪ ﱂ ﻳلﻢ لقاﻋﺪة مﻦ ﲨﻴﻊ جواﻧﺒﻬا ،ﻛﺄن ﻳسﺘعﻤﻞ مﺘعلﻢ اللغة العﺮبﻴة ﲨﻊ
الﻜثﺮة موﺿﻊ ﲨﻊ القلة ﳉﻬلﻪ أن أﻗﻞ مﻦ ﻋشﺮة ﳚﻤﻊ ﲨﻊ ﻗلة.45
ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ :وﻫﻲ اﻻﻓﱰاﺿات اﳋاﻃئة ﺣول اللغة اﳍﺪف ،وﻳشﲑ مﺼﻄلﺢ )بﻴئة( إﱃ ث-
الﻔﺼﻞ الﺪراﺳﻲ ،ومادة الﺘعلﻢ ،واﳌﺪرس ،واﳌوﻗﻒ اﻻجﺘﻤاﻋﻲ ،ﻓقﺪ ﺗؤدي بﻴئة الﺘعلﻢ إﱃ اﻓﱰاﺿات ﺧاﻃئة
ﻋﻦ اللغة اﳍﺪف لﺪى اﳌﺘعلﻢ ،ﻳﺮجﻊ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ اﳌﻔاﻫﻴﻢ اﳋاﻃئة إﱃ الشﺮح اﳋاﻃﺊ الﺬي ﻳقﺪمﻪ اﳌﺪرس،
ومثال ذلﻚ أن »ﻳعﺘقﺪ اﳌﺘعلﻢ أن ﻛلﻤات معﻴنة ﰲ اللغة العﺮبﻴة مثﻼ مؤﻧثة وﻫﻲ مﺬﻛﺮة أو العﻜس« ،46
ﻓﻴﺬ ّﻛﺮ ما ﺣقﻪ الﺘﺄﻧﻴﺚ أو ﻳؤﻧﺚ ما ﺣقﻪ الﺘﺬﻛﲑ.
-3-2-2ﻣﺮاﺣﻞ ﲢﻠﻴﻞ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻷﺧﻄﺎء :ﳚﺮي ﻋلى اﳌﺮاﺣﻞ
اﻵﺗﻴة:47
أ -ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺧﻄﺎء ووﺻﻔﻬﺎ :ﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪ اﳋﻄﺈ أوﻻ لﺘعﺮف ﻋلﻴﻪ ،وﻫو ﻋﻤلﻴة مقارﻧة بﲔ العﺒارات
اﳋاﻃئة ،والعﺒارات الﺼﺤﻴﺤة ،وﻳُعﺪ الﺘعﺮف ﻋلى اﳋﻄﺈ اللغوي ﻋﻼمة ﻋلى اﺳﺘﺨﺪام اﳌﺘعلﻢ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات
مﺘعﺪدة أﺛناء ﺗعلﻤﻪ اللغة الثاﻧﻴة .وﻳﺘﺒﻊ وﺻﻒ اﳋﻄﺈ وﲢﺪﻳﺪﻩ ﻗواﻋﺪ منﻬﺠﻴة ذﻛﺮﻫا ﻋﺒﺪﻩ الﺮاجﺤﻲ ﻧوجﺰﻫا
ﻓﻴﻤا ﻳلﻲ:
-أن اﻷﺧﻄاء الﱵ ﻧﺪرﺳﻬا ﻫﻲ أﺧﻄاء ا ﻤوﻋات ولﻴست الﻔﺮدﻳة اﳌنعﺰلة ،ﻷﻧنا ﺣﻴنﻤا ﻧﺪرس
اﻷﺧﻄاء إﳕا ﻧﺪرﺳﻬا لوﺿﻊ مقﺮرات ﺗعلﻴﻤﻴة ،لﺬا وجﺐ أن ﺗﻜون ﻫﺬﻩ ا ﻤوﻋات مﺘﺠاﻧسة ،وأن ﺗﻜون
اﻷﺧﻄاء مﺘﺼﻔة لشﻴوع واﻻﻃﺮاد ،ﻓـ» أﺧﻄاء ا ﻤوﻋات ﻫﻲ جﺰء مﻦ اﳌادة اﳋام الﱵ ﺗﺒﲎ ﻋلﻴﻬا اﳌناﻫﺞ
واﻹجﺮاءات الﺼﺤﻴﺤة ،ﻏﲑ أن أﺧﻄاء ا ﻤوﻋات ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ذات ﻓاﺋﺪة إﻻ إذا ﲡاﻧست ا ﻤوﻋة؛ أي
ﲢﺪث أﻓﺮادﻫا ﻧﻔس اللغة اﻷﺻلﻴة وﻛان بﻴنﻬﻢ ﲤاﺛﻞ ﰲ النواﺣﻲ الﺘعلﻴﻤﻴة واﻻجﺘﻤاﻋﻴة والﺬﻫنﻴة«.48
-أن الوﺻﻒ ﻻبﺪ أن ﻳﻜون منﺼﺒا ﻋلى ﻧﻈام اللغة ،إذ إن اﳋﻄﺄ دلﻴﻞ ﻋلى وجود ﻧﻈام ﺻﺤﻴﺢ
أو ﻧﻈام ﺧاﻃﺊ .وﳚﺮي وﺻﻒ اللغة ﻋلى ﲨﻴﻊ مسﺘو ت اﻷداء ﰲ الﻜﺘابة ،واﻷﺻوات ،والﺼﺮف،
والنﺤو ،والﺪﻻلة ...ﰲ إﻃار ﻧﻈام اللغة ،ﻷن معﻈﻢ اﳉﻬﺪ ﻳﺘوجﻪ إﱃ أﺧﻄاء اﻷداء ﰲ ﺗعلﻴﻢ اللغة.
69
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ب -ﺗﻔﺴﲑ اﻷﺧﻄﺎء :ﻳعﺘﱪ ﺗﻔسﲑ اﳋﻄﺄ مشﻜلة لغوﻳة؛ إذ ﻫو ﺗقﺮﻳﺮ للﻤنﻬﺞ أو الﻄﺮﻳقة الﱵ
ﺧالﻒ ا اﳌﺘعلﻢ القواﻋﺪ الﱵ ﺗضﺒﻂ ﻧﻈام اللغة اﳍﺪف .ومﻦ ﰒ وجﺐ اﻻبﺘﺪاء أوﻻً لﺘعﺮﻳﻒ بﺘلﻚ
القاﻋﺪة الﱵ ﺧالﻔﻬا اﳌﺘعلﻢ .ﻛﻤا أن ﺗﻔسﲑ اﳋﻄﺄ ﻳعﺘﱪ أﻳضا مﻦ ﳎاﻻت ﻋلﻢ النﻔس اللغوي ،ﻳﺘعلﻖ ﻓﻴﻪ
الﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺳﺒاب ﺣﺪوث اﳋﻄﺈ وﻛﻴﻔﻴة ﺣﺪوﺛﻪ ،وﳚﺮي ﺗﻔسﲑ اﻷﺧﻄاء ﻋلى ﺛﻼﺛة معاﻳﲑ أﺳاﺳﻴة:
اﳌﻌﻴﺎر اﻷول :الﺬي ﻳﻔسﺮ اﳋﻄﺄ ﰲ ﺿوء ) الﺘعلﻴﻢ(؛ إذ ﺗنﺠﻢ اﻷﺧﻄاء بسﺒﺐ ﻃﺒﻴعة العﻴنة
اﳌﺨﺘارة مﻦ اللغة اﳍﺪف ،ﻓﻴنشﺄ اﳋﻄﺄ ﻧﺘﻴﺠة اﳌعﺮﻓة اﳉﺰﺋﻴة للغة ،وﳓﻦ ﻧعلﻢ أن ﺗعلﻴﻢ اللغة ﻻ ﳛﺪث دﻓعة
واﺣﺪة وإﳕا ﳚﺮي ﻋلى ﻓﱰات مﺘعﺪدة.
اﳌﻌﻴﺎر اﻟثﺎﱐ :القﺪرة اﳌعﺮﻓﻴة ﻋنﺪ اﳌﺘعلﻢ وما ﻳﺘﺒعﻬا مﻦ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات ﻋامة ﻛلّﻴة اﳌشﱰﻛة بﲔ
الﺒشﺮ .أو اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴات ﺧاﺻة بﻜﻞ مﺘعلﻢ وﻫﻲ ما ﳚﺮي ﰲ أﻋﻤاﻗﻪ مﻦ ﻋﻤﻴات ﻻﻳﺰال العلﻢ ﻳﻄﻤﺢ ﰲ
الﻜشﻒ ﻋنﻬا.
اﳌﻌﻴﺎر اﻟثﺎﻟﺚ :وﻫو ما ﻳعﺮف لﺘﺪﺧﻞ الﺬي ﳛﺪث ﻧﺘﻴﺠة النقﻞ ) (for movementبﲔ
اﳌﻬارﺗﲔ اﳌﻜﺘسﺒﺘﲔ؛ اﻷوﱃ والثاﻧﻴة .ﻓقﺪ ﻳﻜون النقﻞ إﳚابﻴا بسﺒﺐ الﺘشابﻪ بﲔ اﳌﻬارﺗﲔ ﻛالﺘشابﻪ بﲔ
العﺮبﻴة الﻔﺼﺤى والعﺮبﻴات الﺪارجة ﻧﺘﻴﺠة اﻷﺧﺬ الﻜﺒﲑ للثاﻧﻴة مﻦ اﻷوﱃ ،أما السلﱯ ﻓﻴﻜون بسﺒﺐ
اﻻﺧﺘﻼف الﻜﺒﲑ بﲔ ﻧﻈامﻲ اللغﺘﲔ ،ﺣﻴنئﺬ ﳝثﻞ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف إﻋاﻗة ﰲ ﺗعلﻢ اﳌﻬارة اﳉﺪﻳﺪة.49
ت -ﺗﺼﻮﻳﺐ اﻷﺧﻄﺎء :ﻳﻬﺪف الﺪرس اللغوي ﰲ ﻋلﻢ اللغة الﺘﻄﺒﻴقﻲ إﱃ الﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣلول
للﻤشﻜﻼت اللغوﻳة العﻤلﻴة ،ولﺬا ﻓﺈن اﻷﺧﻄاء ﻻ ﺗﺪرس لﺬا ا ،وإﳕا ﺗﺪرس ﳌعﺮﻓة ﻛﻴﻔﻴة مواجﻬﺘﻬا ،وﻻ
ﻳﺘﻢ ﺗﺼوﻳﺐ اﻷﺧﻄاء إﻻ ﲟعﺮﻓة أﺳﺒا ا اﳌﺬﻛورة آﻧﻔا ،والﱵ ﺗﺮجﻊ لﻄﺒﻴعة اﳌادة اللغوﻳة اﳌﺘعلﻤة ،أو ﺗعود إﱃ
اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴة اﳌﺘعلﻢ ،أو إﱃ الﺘﺪﺧﻞ الﺬي ﺗسﺒﺒﻪ اللغة اﻷم.
راﺑﻌﺎ -اﳋﺎﲤﺔ:
ﺧﻼﺻة الﺒﺤﺚ أن ﻋلﻤاء العﺮب ولغوﻳﻴﻬﻢ ﺗﻔﻄنوا إﱃ مسﺄلة اﳋﻄﺄ اللغوي ﰲ وﻗت مﺒﻜﺮا؛ ﻷ ﻢ
ﻛاﻧوا ﻳﺮون ﰲ اللﺤﻦ أو اﳋﻄﺄ اللغوي ﺧﻄﺮا ﻋلى لغﺘﻬﻢ ،ﻓاﺳﺘنﻜﺮوﻩ واﺳﺘﻬﺠنوﻩ ،وﺗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪوا لﻪ ،ﻓﺄلﻔوا
اﳌﺼنﻔات الﱵ ﺗنﺒﻪ إﱃ مواﻃﻦ اﳋﻄﺄ ،وﺗشﲑ إﱃ الﺼواب ،بﺪاﻓﻊ شغﻔﻬﻢ بلغﺘﻬ ـ ـﻢ ،وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋلى دﻳنﻬﻢ،
ﺧﺪمة للعﺮبﻴـ ـة الﻔﺼﺤى ،وﺗقوﱘ ألسنة العامة ،وﺗﺼﺤﻴﺢ أﺧﻄاﺋﻬﻢ ،وأﻃلقوا ﻋلﻴﻬا أﲰاء ﺗﺘناﺳﺐ مﻊ
ﻔت ،ومﻦ بﲔ ﻫﺬﻩ اﳌﺼنﻔات ،ﻓﺄلﻔوا اﳌﺼنﻔات الﱵ ﺗنﺒﻪ إﱃ مواﻃﻦ اﳋﻄﺄ، ِ
اﳍﺪف الﺬي مﻦ أجلﻪ أُلّ ْ
وﺗشﲑ إﱃ الﺼواب ،بﺪاﻓﻊ شغﻔﻬﻢ بلغﺘﻬﻢ ،وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋلى دﻳنﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻢ ،ﺧﺪمة للعﺮبﻴة.
70
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
ولقﺪ شاع اﺳﺘعﻤال اﳌﺼﻄلﺤات ﰲ مؤلﻔات العﺮب القﺪامى للﺪﻻلة ﻋلى اﻷﺧﻄاء منﻬا:
الﺘﺼﺤﻴﻒ ،والﺘﺤﺮﻳﻒ ،واللﺤﻦ ،والﺮﻃاﻧة ،والغلﻂ ،والسﻬو ،وزلة اللسان ،واﳍﻔوة ،وﻋثﺮات اﻷﻗﻼم،
واﻷوﻫام ،وﺳقﻄات العلﻤاء ..وﻏﲑﻫا.
وﰲ العﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﻧُﻈﺮ اﳋﻄﺈ ﺿﻤﻦ مقاربة بﻴﺪاﻏوجﻴة وجﻬة إﳚابﻴة مﺘﻔاﺋلة ،ﻋلى أﺳاس أن
اﳋﻄﺄ ﻫو السﺒﻴﻞ الوﺣﻴﺪ للﺘعلﻢ ،وﺧﻄة اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴة مﻬﻤة وﻓعالة وبنّاءة ﻻﻛﺘساب اﳌعارف واﳌوارد ﺗُعﲎ
بﺘشﺨﻴﺺ اﳋﻄﺄ ﺿﻤﻦ مقاربة ﺗﺮبوﻳة ودﻳﺪاﻛﺘﻴﻜﻴة ،ﺗﺒﻴﲔ أﻧواﻋﻪ ،وﲢﺪد مﺼادرﻩ ،وﺗﺒﲔ ﻃﺮاﺋﻖ معاﳉﺘﻪ.
ولقﺪ ﻇﻬﺮت مناﻫﺞ مﺘعﺪدة لﺘﺤلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء اللغوﻳة ،ﻓلﻜﻞ منﻬﺞ منﻬا ﻧﻈﺮﺗﻪ اﳋاﺻة لﻸﺧﻄاء
اللغوﻳة ،وأﻫﺪاﻓﻪ اﳌسﻄﺮة ،وﻃﺮﻳقﺘﻪ لﺘﺤلﻴلﻬا ،وﻛﻴﻔﻴة الﻜشﻒ ﻋﻦ الﺼعو ت الﱵ ﻳواجﻬﻬا مﺘعلﻢ اللغة
الثاﻧﻴة ﰲ مسار ﺗعلﻤﻪ أو اﻛﺘسابﻪ للغة ،مﻦ أﻫﻢ اﲡاﻫات ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء ،اﳌنﻬﺞ الﺘقابـ ـ ـ ـ ـ ـلﻲ ،ومنﻬﺞ ﲢلﻴﻞ
اﻷﺧﻄاء.
ﻫﻮاﻣﺶ:
1ﻳنﻈﺮ ،ابﻦ منﻈور :لسان العﺮب ،مادة )م ل ك( ،ﺗﺢ/ﻋامﺮ أﲪﺪ ﺣﻴﺪر ،دار الﻜﺘﺐ العلﻤﻴة) ،بﲑوت( ،ط،01
2002م ،ج ،01:ص . 80
2ﻳنﻈﺮ :اﳌﺼﺪر ﻧﻔسﻪ :ج ،07ص .410
3ابﻦ مﻜﻲ ،الﺼقلﻲ ،ﺗثقﻴﻒ اللسان وﺗلقﻴﺢ اﳉنان ،ﺗﺢ/مﺼﻄﻔى ﻋﺒﺪ القادر ،دار الﻜﺘﺐ العلﻤﻴة) ،بﲑوت( ،ط،1
1990م ،ص.16 -15
4اﻷﺻﻔﻬاﱐ ﲪﺰة بﻦ اﳊسﻦ :الﺘنﺒﻴﻪ ﻋلى ﺣﺪوث الﺘﺼﺤﻴﻒ ،ﺗﺢ/ﷴ أﺳعﺪ ﻃلس ،دار ﺻادر) ،بﲑوت( ،ط،2
1992م ،ص.26
5أبو الﻔﺘﺢ ،ﻋثﻤان ابﻦ جﲏ :ﺳﺮ ﺻناﻋة اﻹﻋﺮاب ،ﺗﺢ /ﷴ ﺣسﻦ إﲰاﻋﻴﻞ وأﲪﺪ رشﺪي شﺤاﺗﻪ ،دار الﻜﺘﺐ العلﻤﻴة،
)بﲑوت( ،ط2000 ،01م ،مﺞ ،01ص.31
6رمضان ﻋﺒﺪ الﺘواب :ﳊﻦ العامة والﺘﻄور اللغوي ،مﻜﺘﺒة زﻫﺮاء الشﺮق) ،القاﻫﺮة( ،ط .2000 ،02ص.13
7ﻳنﻈﺮ :دوجﻼس بﺮاون :أﺳس ﺗعلﻢ اللغة وﺗعلﻴﻤﻬا ،ﺗﺮ /ﻋﺒﺪﻩ الﺮاجﺤﻲ ،وﻋلﻲ ﻋلﻲ أﲪﺪ شعﺒان ،دار النﻬضة العﺮبﻴة
للﻄﺒاﻋة والنشﺮ) ،بﲑوت() ،دط(1994 ،م ،ص ،205 -204وﻳنﻈﺮ ،ﳏﻤود إﲰاﻋﻴﻞ ﺻﻴﲏ وإﺳﺤاق ﷴ اﻷمﲔ:
الﺘقابﻞ اللغوي وﲢلﻴﻞ أﺧﻄاء ،ﺗﺮﲨة مقال لـ )س .ب .ﻛوردر( ،بعنوان :ﲢلﻴﻞ اﻷﺧﻄاء ،ﻋﻤادة شؤون اﳌﻜﺘﺒات ،جامعة
اﳌلﻚ ﺳعود) ،الﺮ ض( ،ط 1982 ،01م ،ص .140
8ﻳنﻈﺮ :دوجﻼس بﺮاون) :م س( ،ص.204
71
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
73
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ
مجلد 10 :عدد 3 :السنة2021 : مجلة إشكاﻻت في اللغة واﻷدب
E ISSN: 2600-6634 / ISSN:2335-1586 ص74 - 55 :
74
University of Tamanghasset Algeria جامعة منغست -اﳉﺰاﺋﺮ